٧١١ - الحسن بن محمد بن على بن رجاء، أبو محمد
اللّغوىّ، المعروف بابن الدّهّان (*)
قال ابن النّجّار والقفطىّ (١) فى حقّه: أحد الأئمّة النّحاة، المشهورين بالفضل والتّقدّم، وكان متبحّرا فى اللّغة، ويتكلّم فى الفقه والأصول، قرأ بالرّوايات، ودرس الفقه على مذهب أهل العراق، والكلام على مذهب المعتزلة، وأخذ العربيّة عن الرّبعىّ، ويوسف ابن السّيرافىّ، والرّمّانىّ، وسمع الحديث من أبى الحسين ابن بشران، وأخيه أبى القاسم، وحدّث باليسير.
أخذ عنه الخطيب التّبريزىّ، وغيره.
وكان يلقّب كلّ من يقرأ عليه، ويتعاطى التّرسّل والإنشاء، وكان بذّ الهيئة، شديد الفقر، سيّئ الحال، يجلس فى الحلقة وعليه ثوب لا يستر عورته.
قال أبو زكريّا يحيى بن علىّ الخطيب التّبريزىّ: كنّا نقرأ اللغة على الحسن ابن الدّهّان يوما، وليس عليه سراويل، فانكشفت عورته، فقال له بعض من كان يقرأ عليه معنا: أيّها الشّيخ، قمدّك. فتجمّع، ثم انكشف ثانية، فقال له ذلك الرجل: غرمولك. فتجمّع، ثم انكشف ثالثة، فقال له ذلك الرجل: عجارمك (٢). فخجل الشيخ وقال له أيّها المدبر، ما تعلّمت من اللّغة إلاّ أسماء هذا المزدريك (٣).
مات، رحمه الله تعالى، يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء، الرابع من جمادى الأولى، سنة سبع وأربعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم ٤٧٦، كشف الظنون ١/ ٨٠٠.
(١) لم يترجمه فى إنباه الرواة، فيمن اسمه الحسن.
(٢) فى النسخ: «عجارك» وهو خطأ. والعجارم: الذكر العظيم الصلب. انظر خلق الإنسان ٢٧٨.
(٣) يعنى بالمزدريك: المزدرى بك.