كتبوها لهذه الترجمة إلى الاعتذار عن بعض الأغلاط الواقعة فيها كوجود كلام لا يوافق قوانين اللغة بل يضادها، وكوقوع لفظ المذكر بدل المؤنث، والعدد المفرد بدل الجمع، وكوضع حركة الرفع مكان الجر والنصب في الاسم، ومكان الجزم في الفعل، وقالوا في اعتذارهم: إن روح القدس لم يُردْ أن يقيد اتساع الكلمة الإلهية بالحدود المضيقة التي حدتها الفرائض النحوية، فقدم لنا الأسرار السماوية بغير فصاحة وبلاغة.
وقولهم: (ويمكن أن تؤدَّى المطالب الباطلة والمضامين القبيحة بألفاظ فصيحة وعبارات بليغة في الدرجة القصوى) لا ورود له في حق القرآن الكريم؛ لأنه مملوء من أوله إلى آخره بذكر المطالب العالية الفاضلة والمضامين الحميدة مثل:
١ - ذكر صفات الكمال لله، وتنزيهه عن صفات النقص كالعجز والجهل والظلم وغيرها.
٢ - الدعوة إلى إخلاص التوحيد لله، والتحذير من الشرك والكفر بجميع أنواعه، والتثليث نوع منه.
٣ - ذكر الأنبياء وصفاتهم، وتنزيههم عن عبادة الأوثان والكفر وغيرها من المعاصي، ومدح المؤمنين بهم وذم أعدائهم، والتأكيد على وجوب الإيمان بهم عموما، وبالمسيح وبمحمد عليهما السلام خصوصا.
٤ - الوعد بغلبة المؤمنين على الكافرين عاقبة الأمر.
٥ - ذكر القيامة والجنة والنار وجزاء الأعمال، وذم الدنيا ومدح العقبى.
٦ - بيان الحلال والحرام والأوامر والنواهي وسائر الأحكام في المطعومات