أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أنا أَبُو الْحَسَنِ رَشَأُ بْنُ نَظِيفٍ ، أنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الأَزْدِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَقْبَلَ قَوْمٌ مِنَ الْيَمَنِ يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَضَلُّوا الطَّرِيقَ وَفَقَدُوا الْمَاءَ ، فَمَكَثُوا ثَلاثًا لا يَقْدَرُونَ عَلَى الْمَاءِ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَسْتَذْرِي بِفَيْءِ السَّمُرَةِ أَوِ الطَّلْحِ آيِسًا مِنَ الْحَيَاةِ حَتَّى خِفْتُ كَلامَهُمْ مِنَ الْعَطَشِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَقْبَلَ رَاكِبٌ وَهُوَ يُنْشِدُ بَيْتَيْنِ لامْرِئِ الْقَيْسِ : وَلَمَّا رَأَتُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَهُنَا وَأَنَّ الْبَيَاضَ مِنْ فَرَائِصِهَا دَامِي تَيَمَّمَتِ الْعَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عِرْمَضُهَا طَامِي فَقَالَ الرَّاكِبُ : مَنْ يَقُولُ هَذَا ؟ قَالُوا : امْرُؤُ الْقَيْسِ ، فَقَالُوا : فَابْنَ ضَارِجٍ ، قَالَ : هُوَ ذَا خَلْفَكُمْ فَانْحَرَفُوا إِلَيْهِ ، فَإِذَا مَاءٌ غَدَقٌ ، وَإِذَا عَلَيْهِ الْعِرْمَضُ ، وَالظِّلُّ يَفِيءُ عَلَيْهِ ، فَشَرِبُوا مِنْهُ وَحَمَلُوا ، حَتَّى بَلَغُوا الْمَاءَ فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ ، وَقَالُوا : أَحْيَانَا بَيْتَيْنِ مِنْ شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَاكَ رَجُلٌ مَذْكُورٌ فِي الدُّنْيَا شَرِيفٌ فِيهَا ، مَنْسِيٌّ فِي الآخِرَةِ خَامِلٌ فِيهَا ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ لِوَاءُ الشِّعْرِ إِلَى النَّارِ " . رَوَاهُ غَيْرُهُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ .