. . . . . . . . . ، وأَبُو منصور بن خيرون ، أنا أَبُو بكر الخطيب ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِيُّ ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَهُ وَفْدٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقَدْ أَحْيَانَا اللَّهُ بِبَيْتَيْنِ مِنْ شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ ، قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : أَقْبَلْنَا نُرِيدُكَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا أَخْطَأْنَا الْمَاءَ فَمَكَثْنَا لا نَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَوْضِعِ طَلْحٍ وَشَجَرٍ ، فَانْطَلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا إِلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ لِيَمُوتَ فِي ظِلِّهَا ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي آخِرِ رَمَقٍ إِذَا رَاكِبٌ قَدْ أَقْبَلَ مُعْتَمٌّ ، فَلَمَّا رَآهُ بَعْضُنَا تَمَثَّلَ : لَمَا رَأَيْتُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَهُنَا وَأَنَّ الْبَيَاضَ مِنْ فَرَائِصِهَا دَامِي تَيَمَّمَتِ الْعَيْنَ لِلَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عِرْمَضُهَا طَامِي فَقَالَ الرَّاكِبُ : مَنْ يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ ؟ فَقَالَ : يَعْنِي بَعْضَنَا امْرِؤُ الْقَيْسِ ، قَالَ : هَذِهِ وَاللَّهِ ضَارِجٌ أَمَامَكُمْ ، وَقَدْ رَأَى مَا بِنَا مِنَ الْجَهْدِ فَرَجَعْنَا إِلَيْهَا فَإِذَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا نَحْوَ مِنْ خَمْسِينَ ذِرَاعًا ، فَإِذَا هِيَ كَمَا وَصَفَهَا امْرُؤُ الْقَيْسِ عَلَيْهَا الْعِرْمَضُ يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا رَجُلٌ مَشْهُورٌ فِي الدُّنْيَا خَالٍ فِي الآخِرَةِ ، مَذْكُورٌ فِي الدُّنْيَا مَنْسِيٌّ فِي الآخِرَةِ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ يَقُودُهُمْ إِلَى النَّارِ " .