أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم بن السمرقندي ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ ، نا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ ، أنا عَبْدُ اللَّهِ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِي ، نا عَوْفُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَبُو غَسَّانَ الدَّاوُدِيُّ الْبَصْرِيُّ ، نا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ فَرْوَةَ بْنِ عَفِيفِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ وَفْدٌ مِنَ الْيَمَنِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقَدْ أَحْيَانَا اللَّهُ بِبَيْتَيْنِ مِنْ شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْرٍ ، قَالَ : " وَمَا ذَاكَ ؟ " قَالُوا : أَقْبَلْنَا نُرِيدُهُ حَتَّى أَنَّا ضَلَلْنَا الْمَاءَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، فَمَكَثْنَا ثَلاثًا لا نَقْدِرُ عَلَيْهِ يَعْنِي : الْمَاءَ ، فَتَفَرَّقْنَا إِلَى أَطْوَلِ طَلْحٍ وَشَجَرٍ لِيَمُوتَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا تَحْتَ شَجَرَةٍ ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي آخِرِ رَمَقٍ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ مُعْتَمٌّ ، فَسَمِعَ رَجُلا مِنَّا وَهُوَ يُنْشِدُ بَيْتَيْنِ مِنْ شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ فِيهِمَا ذِكْرُ ضَارِجٍ ، فَقَالَ : مَنْ يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ ؟ قُلْنَا : امْرُؤُ الْقَيْسِ ، قَالَ : صَدَقَ وَاللَّهِ ، إِنَّ ذَاكَ لَضَارِجٌ أَمَامَكُمْ ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ نَحْوَ مِنْ خَمْسِينَ ذِرَاعًا ، فَحَبَوْنَا إِلَيْهِ عَلَى الرَّكْبِ ، فَشَرِبْنَا وَاسْتَقَيْنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا رَجُلٌ مَذْكُورٌ فِي الدُّنْيَا خَامِلٌ مَنْسِيٌّ فِي الآخِرَةِ ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ يَقُودُهُمْ إِلَى النَّارِ " .