الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين واحشرنا معهم
برحمتك يا أرحم الراحمين
أما بعد :
أولا هذه الأبيات جزء من منظومة (المفيد في علم التجويد )للإمام المقرىء الفقيه الشيخ العلامة الطيبي (شهاب الدين أحمد بن أحمد بن بدر
الدين بن إبراهيم الطيبي (910-979 هـ) وهى منظومة من بحر الرَّجَزِ في (193)بيتًا وهى من الأهمية بمكان بالنسبة لعلم التجويد .
فمن الاخطاء الشائعة فى قراءة القرءان عدم ضم الشفتين عند النطق بالحرف المضموم إذ أن كل حرف مضموم لا يتم ضمه إلا بضم الشفتين
وإلاكان ضمه ناقصا ولا يتم الحرف إلا بتمام حركته فإن لم تتم الحركة لايتم الحرف وكذلك الحرف المكسور لايتم إلا بخفض الفك السفلى وإلا
كان كسره ناقصا وكذلك الحرف المفتوح لا يتم إلا بفتح الفم وإلا كان فتحه ناقصا.
1- وَكُـلُّ مَضْمُـومٍ فَلَـنْ يَتِـمَّا * إِلَّا بِـضَـمِّ الشَّفَتَـيْنِ ضَـمَّـا
اى عند النطق بالباء المضمومة مثلا (بُ)نضم الشفتين فنقول( بُو)فيزداد ضم الشفتين لان الضمة عبارة عن واو قصيرة كذلك عند نطقنا لكلمة (
كُنتُم) لابد من ضم الشفتين مثل نطقنا بكلمة (كُونوا)اى لابد أن يتساوى صوت الضمة فى الحالتين لان القاعدة(واللفظ في نظيره كمثله) كما قال
بن الجزرى فى مقدمته
2- وَذُو انْخِفَاضٍ بِانْخِفَاضٍ لِلْفَـمِ * يَتِـمُّ وَالْمَفْتُوحُ بِالْفَتْـحِ افْهَـمِ
وكذلك الحرف المكسور( وهو ما يعبر عنه بالانخفاض)لابد من تحقيق الكسر ولاننطقها بين الكسرة والفتحة مثل (بِسمِ اللهِ) لان الكسرة عبارة
عن ياء قصيرة ايضا لابد من تحقيق كسرة الراء في (المشرِق والمغرِب)ونطقها مكسورة كسرا تاما مثل نطق كلمة (رِيحٍ)
وكذلك الحرف المفتوح فلابد من فتح مابين الشفتين عند النطق به مثل ( كَتَبَ )
لان الفتحة عبارة عن ألف قصيرة (افهم اى علينا ان نفهم هذا جيدا)
3- إِذِ الْحُرُوفُ إِنْ تَكُنْ مُحَرَّكَـهْ * يَشْرَكُهَا مَخْرَجُ أَصْلِ الْحَـرَكَهْ
4- أَيْ مَخْرَجُ الْوَاوِ وَمَخْرَجُ الْأَلِفْ * وَالْيَاءُ فِي مَخْرَجِهَا الَّذِي عُـرِفْ
(قال بن جنى : اعلم ان الحركات أبعاض حروف المد فالفتحة بعض الألف والكسرة بعض الياء والضمة بعض الواو – راجع كتاب دراسات
في علم الأصوات د.صبرى المتولى)
نقول ببساطة شديدة أن الفتحة هى بنت الألف أي تشترك معها في نفس المخرج واصل مخرجهما واحد والكسرة بنت الياء والضمة بنت الواو
كذلك.
5- فَـإِنْ تَـرَ الْقَارِئَ لَـنْ تَنْطَبِقَا * شِفَاهُـهُ بِالضَّمِّ كُـنْ مُحَقِّـقَا
6- بِأَنَّـهُ مُنْتَـقِـصٌ مَـا ضَـمَّ * وَالْـوَاجِبُ النُّـطْقُ بِـهِ مُتَمَّـا
8- كَذَاكَ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ يَجِبْ * إِتْـمَامُ كُـلٍّ مِنْهُمَا افْهَمْهُ تُصِبْ
يجب على القاريء:
1- أن يضم الشفتين عند النطق بالحرف المضموم كما ينطق الواو
2- أن يفتح ما بين الفكين عند النطق بالحرف المفتوح كما ينطق الألف
3- أن يخفض الفك الأسفل عند النطق بالكسرة كهيئة النطق بالياء
4- أما الحرف الساكن فيخرج مجردا عن الضم والفتح والكسر
5- يجب عند تحقيق هذه الحركات مراعاة عدم المبالغة وتحقيقها بلطف ودون تعسف كما اشار بن الجزرى في المقدمة:
مكملاًمن غيرِ ما تَكَلُفِ باللطفِ في النطقِ بلا تعسفِ
وإن تفهم ذلك تكون قد اصبت في قراءتك القرءان الكريم
8- فَالنَّقْصُ فِي هَـذَا لَـدَى التَّأَمُّلِ * أَقْبَحُ فِي الْمَعْنَى مِنَ اللَّحْنِ الْجَلِي
9- إِذْ هُـوَ تَغْيِيرٌ لِـذَاتِ الْحَرْفِ * وَاللَّحْنُ تَغْيِيرٌ لَـهُ بِالْـوَصْـفِ
معنى هذا الكلام ان الحروف تنقص بنقص الحركات فتكون حينئذ اقبح من اللحن الجلى لان النقص من ذات الحرف أقبح من ترك الصفات
.
أي أن النقص في تحقيق هذه الحركات قد يغير الحرف نفسه من حرف عربى الى حرف اعجمى مثل (كَ )اذا لم يتم تحقيق الفتحة جيدا اصبحت (K)
وهذا حرف اعجمى ليس من حروف القرءان الكريم فيصبح اقبح من اللحن الجلى ومن المعروف ان من اللحن الجلي تغيير لوصف الحرف
كأن يكون مفتوح وينطقه القارىء مكسورأو مضموم وهذا يأثم القاريء بفعله فما بالكم لو غير ذات الحرف من عربي إلي أعجمي
انتهى بفضل الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتمني أن يكون الشرح واضحا ووافيا لكل الأبيات السابقة وجزي الله خيرا كل من رأى نقصا أو عيبا أو نقطة غير واضحة أن يصححها (اعلم
أن الكمال لله وحده) وذلك للنفع العام وقبل كل شيء رضي الله عز وجل.
اسأل الله الكريم المنان أن يجعله عملا مقبولا خالصا لوجهه الكريم وينفع به كاتبه وقارئه وناقله اللهم ءامين.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Leave a Reply