Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} وهو عبدُ اللَّه بن سعد بن أبي سرح، من بني عامر بن لؤي، أخو عثمان من الرَّضاعة، وكان تكلَّم بالإسلام، فدعاهُ النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ليكتبَ له، فكان إذا ألقى عليه رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، كتب: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وأشباه ذلك، فلمَّا نزل قولُه تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} الآية، أملى عليهِ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الآيةَ، فعجبَ عبدُ اللَّه مِن تفصيلِ خلق الإنسان، فقال: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} المؤمنون: ١٤، فقال له رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اكتبها فهكذا نزلت (١) " فشكَّ عبدُ اللَّه، وقال: لئن كان محمَّدٌ صادقًا، لقد أوحيَ إليَّ كما أوحيَ إليه، وإنْ كان كاذبًا لقد قلتُ كما قال، ثم ارتدَّ عن الإسلام (٢).
وقال السُّدِّيُّ: فلحقَ بمكَّة بالمشركين، ووشى بعمَّار بنِ ياسر وبعبد ابن (٣) الحضرميِّ، فأخذوهما وعذبوهما حتَّى كفرا باللِّسان، وجُدِعت أذن (٤) عمار، وأنزل اللَّه تعالى فيهم: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} النحل: ١٠٦؛ يعني: عمارًا، {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} يعني: عبدَ اللَّه بنَ سعد بنِ أبي سَرْح (٥).
(١) في (ف): "أنزلت".
(٢) بعدها في (ر): "ونعوذ باللَّه". والخبر أورده الثعلبي في "أسباب النزول" (ص: ٢١٦) من رواية الكلبي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما دون ذكر تبديله {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} بـ: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وأشباهها، وهذا المعنى أخرجه الطبري في "تفسيره" (٩/ ٤٠٥ - ٤٠٦) عن عكرمة والسدي.
(٣) في "تفسير الطبري" (٩/ ٤٠٦): ووشى بعمار وجبير عند ابن الحضرمي.
(٤) في (أ): "أنف". والمثبت موافق لمصدر التخريج.
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٩/ ٤٠٥ - ٤٠٦).