Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وما يجب التنبيه له هنا: أن دعاة النصرانية يحتجون بهذه الآية وما في معناها على كون التوراة التي في أيديهم وأيدي اليهود هي ما أنزله الله تعالى على موسى لم يعرض لها تغيير ولا تحريف. ذلك أنهم كاليهود الذين يأخذون من القرآن ما يوافق أهواءهم ويردون ما يخالفها جدلاً، والمؤمنون يؤمنون بالكتاب كله، فالكتاب بين لنا أن عندهم التوراة أي: الشريعة، وأن فيها حكم الله في القضية التي تحاكموا فيها إلى النبي ﷺ وقد صدق الله تعالى وهو أصدق القائلين. وبين لنا أيضاً: أنهم حرّفوا الكلم عن مواضعه، ومن بعد مواضعه، وأنهم نسوا حظاً مما ذكروا به، وأنهم إنما أوتوا نصيباً من الكتاب ثم نسوا نصيباً آخر فأضاعوه. وقد صدق الله تعالى في ذلك أيضاً، ولما خرجت آيات القرآن بالقرآن من الأمية وعرفوا تاريخ أهل الكتاب وغيرهم كاليابانيين ظهر لهم: أن إخبار القرآن بذلك كان من معجزاته الدالة على أنه من عند الله، إذ ظهر لهم أن اليهود قد فقدوا التوراة التي كتبها موسى ثم لم يجددها، وإنما كتب لهم بعض علمائهم ما حفظوه منها ممزوجاً بما ليس منها، والتوراة التي في أيديهم ثبت ذلك، كما بيناه في غير هذا الموضوع.
ومنه تفسير أول سورة آل عمران وتفسير الآية ١٤ و١٥ من هذه السورة:
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤] إلى قوله