Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
قال تعالى: ﴿وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧].
قال صاحب المنار: هذه الآيات من سياق التي قبلها والتي بعدها، والغرَض منها بيان كون التوراة كانت هداية لبني إسرائيل، فأعرضوا عن العمل بها لما عرض لهم الفساد. وبيان مثل ذلك في الإنجيل وأهله، ثم الانتقال من ذلك إلى ما سيأتي من ذكر إنزال القرآن ومنزلته وحكمة ذلك. ومنه يعلم: أن العبرة بالاهتداء بالدين، وأنه لا ينفع أهله الانتماء إليه إذا لم يقيموه، إذ لا يستفيدون من هدايته ونوره، إلا بإقامته والعمل به، وأن إيثار أهل الكتاب أهواءهم على هداية دينهم، هو الذي أعماهم عن نور القرآن والاهتداء.
قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ﴾ [المائدة: ٤٤].
أي: إنا نحن أنزلنا التوراة على موسى مشتمِلة على هادي في العقائد والأحكام خرج به بنو إسرائيل من وثنية المصريين وضلالهم، وعلى نور أبصروا به طريق الاستقلال في أمر دينهم ودنياهم. ﴿يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا﴾ أنزلنا قانوننا ليحكم بها النبيون – موسى ومن بعده من أنبياء بني إسرائيل – طائفة من الزمان، انتهت ببعثة عيسى ابن مريم عليه السلام. وهم الذين أسلموا وجرّدهم الله مخلصين له، الذين على ملة إبراهيم، عليهم الصلاة والسلام، فالإسلام دين الجميع، وكل ما استحدثه اليهود والنصارى من أسباب التفرّق في الدين، فهو باطل وضلال مبين. وإنما يحكمون الذين هادوا أي: اليهود خاصة، لأنها شريعة خاصة بهم لا عامة، ولذلك لم يختم عيسى، بل أرسل إلى أخراف إسرائيل الضالّة، ولم يكن