«ورقة» أن تُوفِّى وفتر الوحى».
توقف الوحى بعد ذلك فترة من الزمن حتى شق على «محمد» فأحزنه
ذلك، فجاءه «جبريل» بسورة «الضحى»، يقسم له ربه - وهو الذى
أكرمه بما أكرمه به - ما ودعه وما قلاه.
المسلمون الأوائل:
أخذ النبى - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الإسلام سرا، فكانت
«خديجة بنت خويلد» - رضى الله عنها - أول الناس إسلامًا وإيمانًا
بالله ورسوله، ثم تلاها «على بن أبى طالب» -رضى الله عنه - وكان
فى نحو العاشرة من عمره، ثم «زيد بن حارثة» مولى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -، ثم أسلم «أبو بكر بن أبى قحافة»، وكان
رجلا مألفًا لقومه، محببًا سهلا، فأسلم على يديه طائفة من كبار
الصحابة، أمثال: «عثمان بن عفان»، و «الزبير بن العوام»،
و «عبد الرحمن بن عوف»، و «سعد بن أبى وقاص»، و «طلحة بن
عبيد الله».
ثم أسلمت بعد هؤلاء طائفة أخرى، عد منهم «ابن إسحاق» نحو
خمسة عشر فردًا ما بين رجل وامرأة، هم: «أبو عبيدة بن الجراح»،
و «أبو سلمة ابن عبد الأسد» و «عثمان بن مظعون»، وأخواه «قدامة»
و «عبد الله»، و «عُبيدة بن الحارث ابن المطلب» و «سعيد بن زيد بن
عمرو بن نفيل»، وامرأته «فاطمة بنت الخطاب»، و «أسماء»
و «عائشة» بنتا «أبى بكر»، و «خباب بن الأرت»، و «عمير بن أبى
وقاص»، و «عبد الله بن مسعود»، و «مسعود ابن القارى» - رضى الله
عنهم - وكان ذلك فى مرحلة الدعوة السرية.
الدعوة السرية:
كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يعلم تمام العلم عناد «قريش»
وكبرياءها وإصرارها على التمسك بالقديم، واعتزازها بآبائها
وأجدادها وعبادتها للأصنام؛ لذا فلن تُسلِّم بسهولة، أو تذعن
لدعوته، بل ستقاومه حتى آخر سهم فى جعبتها، لأنها اعتقدت أن
الإسلام يهدد مصالحها ويقضى على سيطرتها على «مكة» وما
حولها، ولو علمت أن الإسلام سيجعلها سيدة العالم ما قاومته لحظة
واحدة ولرحَّبت بدعوته.
أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم - ذلك، فقرَّر أن تكون دعوته لدينه