واختص بعض الصحابة باستقبال الوفود التى تأتى لمقابلة الرسول
- صلى الله عليه وسلم -، فيعلمونهم كيف يحيونه، وينزلونهم فى بيت
الضيافة الذى كان من السعة بحيث اتسع لبنى قريظة، وكانوا زهاء
ستمائة رجل أثناء انتظارهم للمحاكمة بعد خيانتهم فى غزوة
«الأحزاب».
وكان للرسول عدد من الكتاب تجاوز الأربعين كاتبًا، منهم «أبو بكر
الصديق»، و «عمر بن الخطاب»، و «عثمان بن عفان»، «وعلى بن أبى
طالب»، و «الزبير بن العوام» و «خالد» و «أبان» ابنا «سعيد بن
العاص»، وغيرهم، واختص بعض هؤلاء بكتابة الوحى، وبعضهم الآخر
بالكتابة فى الشئون العامة للدولة.
وكان له عدد كبير من السفراء، يرسلهم فى مهام إلى الملوك
والرؤساء وزعماء القبائل، وحرص الرسول على تعليم بعضهم اللغات
الأجنبية، إذ كانت تأتيه مراسلات بتلك اللغات، ومن هؤلاء «زيد بن
ثابت الأنصارى»، وكان يجيد الفارسية والعبرية، وبعضهم كان يعرف
إلى جانب لغته العربية خمس لغات هى الفارسية والعبرية واليونانية
والسريانية والحبشية.
وامتلك النبى - صلى الله عليه وسلم - جهازًا إعلاميا قوامه الشعراء،
مثل: «حسان بن ثابت»، و «عبدالله بن رواحة»، و «كعب بن مالك»،
وكانوا يردون على شعراء المشركين حين كانوا يهاجمون النبى
- صلى الله عليه وسلم - ويهجونه.
وللنبى - صلى الله عليه وسلم - جهاز دقيق لجمع المعلومات عن
الأعداء، وهو ما يقابل الآن جهاز المخابرات فى الدول الحديثة، وكان
جهازًا فعالا، ومن رجاله: «بَسبَسة بن عمرو الجُهنى»، و «طلحةُ بن
عُبيدِ الله»، و «سعيد بن زيد»، و «عبد الله بن أبى حدرد الأسلمى».
مشروعية القتال فى الإسلام:
تقطع آيات القرآن الكريم وأحاديث النبى - صلى الله عليه وسلم -،
وتصرفاته العملية بأن السلام هو الأصل والقاعدة الأساسية فى
علاقات المسلمين بغيرهم من الأمم، وأن الحرب هى الاستثناء،
فالحرب فى الإسلام ليست غاية، وإنما هى وسيلة لتحقيق السلام،