فإذا مال أعداء المسلمين إلى السلم وعزفوا عن الحرب، فعلى
المسلمين أن يستجيبوا لهم فورًا؛ لقوله تعالى: {فإن اعتزلوكم فلم
يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا}. النساء:
من٩٠.
وقال تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكَّل على الله}.
الأنفال: من ٦١.
وتنحصر مسوغات الحرب فى الإسلام أو أسبابها المشروعة فى ثلاث
حالات هى:
- الدفاع عن النفس:
وهو عمل مشروع، أقرته الشرائع السماوية كافة، وكفلته القوانين
الوضعية، وحددته الآية السابق ذكرها: {وقاتلوا فى سبيل الله الذين
يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لايحب المعتدين}. البقرة:١٩٠.
- والدفاع عن حرية نشر العقيدة:
لأن العقيدة ذاتها لا تحتاج إلى قوة لنشرها إذا خلت الطريق أمامها
من العوائق، ولم يحاربها الطغاة، وتركوها تشق طريقها إلى قلوب
الناس فى حرية وأمان وفى هذا يقول الله تعالى:
{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}. الأنفال: من ٣٩.
- الدفاع عن المظلومين:
وهذا واجب إنسانى على المسلمين، فمن أهداف الإسلام نصرة
المظلومين ودفع الظلم عنهم، يقول الله تعالى: {وما لكم لا تقاتلون
فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين
يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها}. النساء: من ٧٥.
ولم يأذن الله - تعالى - للمسلمين فى القتال، إلا بعد أن تعرضوا
للظلم، وتحملوا شتى ألوان الاضطهاد والتعذيب، وطُرِدوا من بلدهم،
وأخرجوا من ديارهم، وصودرت أموالهم وعندئذٍ كان لابد من الدفاع،
وجاء الإذن به من السماء فى قوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم
ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق
إلا أن يقولوا ربنا الله .. }. الحج: ٣٩ - ٤٠.
آداب الحرب فى الإسلام:
هى مجموعة القواعد والمبادئ والتقاليد العسكرية، التى أرساها
الإسلام، وطبقَّها النبى - صلى الله عليه وسلم - بنفسه، وكانت تعليماته