واحد منهما على صاحبه، وذلك إذا جاز وقوعه في موضعه، كقولك: زيد يتحدث وضاحك، وزيد ضاحك ويتحدث، لأن كل واحد منهما يقع خبرًا للمبتدأ. . . وكذلك: مررت برجل ضاحك ويتحدث، وبرجل يتحدث وضاحك، لأن الفعل مما يوصف به النكرات. . .
من عطف الفعل على الاسم قوله تعالى: {أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن} ٦٧: ١٩. فإن قلت: سيتحدث زيد وضاحك لم يجز، لأن ضاحكًا لا يقع موقع (يتحدث) في هذه المسألة من حيث لا يلي الاسم السين، لأنها من خصائص الفعل. وكذلك: مررت بجالس ويتحدث لا يجوز لأن حرف الجر لا يليه الفعل.
فإن عطفت اسم فاعل على (فعل) لم يجز، لأنه لا مضارعة بينهما، فإن قربت (فعل) إلى الحال بقد جار عطف اسم الفاعل عليه. . . فإن كان اسم الفاعل بمعنى (فعل) جاز عطف الماضي عليه، كقوله تعالى: (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله) لأن التقدير: «واللاتي تصدقن».
وقال الرضي ١: ٣٠٣: «يعطف الفعل على الاسم وبالعكس إذا كان في الاسم معنى الفعل. قال تعالى: {فالق الإصباح وجعل الليل سكنا} ٦: ٩٦. . . أي فلق الإصباح، وكذا قوله تعالى: (صافات ويقبضن) أي يصففن ويقبضن. . . ولا يجوز مررت برجل طويل ويضرب على العطف، إذ ليس الاسم بتقدير الفعل».
الآيات
١ - إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ٦: ٩٥.
في الكشاف ٢: ٢٨: «فإن قلت: كيف قال: (مخرج الميت من الحي) بلفظ اسم الفاعل بعد قوله: (يخرج الحي من الميت)؟
قلت: عطفه على (فالق الحب والنوى) لا على الفعل (ويخرج الحي من الميت)».
وفي البحر ٤: ١٨٥: «على أنه يجوز أن يكون معطوفًا وهو اسم فاعل على