إذا لم يكن الفاصل معطوفًا بل كان معمولاً من غير طف منعه الكسائي والفراء وأبو علي في السعة، نحو: ضرب زيد ومرًا بكر، وجاءني زيد واليوم عمرو.
٢ - إن كان الفاصل معطوفًا على مثله لم يختلف في جوازه في المرفوع والمنصوب وفي عدم جوازه، نحو: جاءني أمس عمرو واليوم زيد وضرب زيد عمرًا وبكرًا خالدًا: ولا يجوز: مررت اليوم بزيد وأمس عمرو كما لا يجوز: مررت بزيد وأمس خالد. وانظر عبث الوليد ص ١١١.
الآيات
١ - ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ٢: ١٢٨.
في البحر ١: ٣٨٩: «وأجاز أبو البقاء أن يكون المفعول الأول (أمة) و (من ذريتنا) حال، لأنه نعت نكرة تقدم عليها، و (مسلمة) المفعول الثاني، وكان الأصل: اجعل أمة من ذريتنا مسلمة لك، فالواو داخلة في الأصل على (أمة) وقد فصل بينهما بقوله: (من ذريتنا) وهو جائز، لأنه من جملة الكلام المعطوف بالظرف». العكبري ١: ٣٥.
وفي المغني ٢: ١٢٦: «قول بعضهم: إن الظرف كان صفة لأمة، ثم قدم عليها، فانتصب على الحال، وهذا يلزم منه الفصل بين العاطف والمعطوف بالحال، وأبو علي لا يجيزه بالظرف ما الظن بالحال التي هي شبيهة بالمفعول به».
٢ - فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ٢: ٢٠٠.
(أشد) حال نعت نكرة تقدم عليها، وفصل بين العاطف والمعطوف بالحال لأنها شبيهة بالظرف. البحر ٢: ١٠٤، العكبري ١: ١٤٩، المغني ٢: ١٢٦.
٣ - ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ٢: ٢٠١.
الواو لعطف شيئين على شيئين، فعطفت (في الآخرة حسنة) على (في الدنيا حسنة) والحرف قد يعطف شيئين فأكثر على شيئين فأكثر، تقول: أعلمت زيدًا أخاك منطلقًا وعمرًا أباه مقيمًا. وليس هذا من الفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف كما ظن بعضهم، فأجاز ذلك مستدلاً به على ضعف مذهب