الفارسي في أن ذلك مخصوص بالشعر؛ لأن الآية ليست من هذا الباب، وإنما الذي وقع فيه خلاف أبي علي هو: ضربت زيدًا وفي الدار عمرًا، وإنما يستدل على ضعف مذهب أبي علي بقوله تعالى: {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض} ٦٥: ١٢. وبقوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} ٤: ٨٥. البحر ٢: ١٠٥.
٤ - الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ٦٥: ١٢.
(مثلهن) بالنصب قال الزمخشري: عطفًا على سبع سموات.
وفيه الفصل بالجار والمجرور بين حرف العطف وهو الواو والمعطوف، وهو مختص بالضرورة عند أبي علي الفارسي، وأضمر بعضهم العامل بعد الواو، لدلالة ما قبله عليه، أي وخلق من الأرض مثلهن. البحر ٨: ٢٨٧، العكبري ٢: ١٣٩.
٥ - وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ٤: ٥٨.
في البحر ٣: ٢٧٧: «(وأن تحكموا) ظاهره أن يكون معطوفًا على (أن تؤدوا) وفصل بين العطف والمعطوف بإذا، وقد ذهب إلى ذلك بعض أصحابنا وجعله كقوله: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة} ٢: ٢٠١. {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا} ٣٦: ٩. {سبع سموات ومن الأرض مثلهن} ٦٥: ١٢. ففصل في هذه الآيات بين الواو والمعطوف بالمجرور، وأبو علي يخصه بالضرورة، وليس بصواب، فإن كان المعطوف مجرورًا أعيد الجار، نحو: أمرر بزيد وغدًا بعمرو.
ولكن قوله: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا} ٤: ٥٨. ليس من هذه الآيات، لأن حرف الجر في هذه الآيات متعلق بالعامل في المعطوف، والظرف هنا ظاهره بأنه منصوب بأن تحكموا، ولا يمكن ذلك، لأن الفعل في صلة (أن). . . والذي يظهر أن (إذا) معمولة لأن تحكموا مقدرة. . .». العكبري ١: ١٠٤، والجمل ١: ٩٣.
٦ - وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ٦: ٢٥.
في العكبري ١: ١٣٤: «(وقرًا) معطوف على (أكنة) ولا يعد الفصل بين