تشديدًا للأولى معاني القرآن. للفراء ٣: ١٢٢.
والسابقون السابقون، يريد: والسابقون من عرفت حالهم، وبلغك وصفهم؛ كقوله: عبد الله عبد الله، وقول أبي النجم: وشعري شعري، كأنه قال: وشعري ما انتهى إليك، وسمعت بفصاحته وبراعته، وقد جعل السابقون توكيدًا. الكشاف ٤: ٤٥٨.
جوزوا أن يكون {السابقون السابقون} مبتدأ وخبرا، نحو قولهم: أنت أنت، وقولك:
أنا أبو النجم وشعري شعري
أي الذين انتهوا في السبق أي الطاعات وبرعوا فيها، وعرفت حالهم.
وأن يكون {السابقون} توكيدًا لفظيًا، والخبر في ما بعد ذلك. وأن يكون متعلق السبق الأول مخالفًا للسبق الثاني، السابقون إلى الإيمان السابقون إلى الجنة، فعلى هذا جوزوا أن يكون السابقون خبرًا لقوله {والسابقون} وأن يكون صفة والخبر فيما بعد، والوجه الأول. قال ابن عطية: ومذهب سيبويه أنه يعني {السابقون} خبر المبتدأ، وهذا كما تقول: الناس الناس، و: أنت أنت، وهذا على تفخيم الأمر وتعظيمه البحر ٨: ٢٠٥، العكبري ٢: ١٣٣.
٣ - ومن قبل ما فرطتم في يوسف ١٢: ٨٠
جوزوا أن تكون (ما) صلة، أي ومن فعل هذا قصرتم في شأن يوسف. . . وأن تكون مصدرية، على أن محل المصدر الرفع على الابتداء، وخبره لظرف، وهو (من قبل). الكشاف ٢: ٤٩٤.
الغايات إذا بنيت لا تقع خبرًا للمبتدأ، جرت أو لم تجر، تقول: يوم السبت مبارك والسفر بعده، ولا يجوز: والسفر بعد. البحر ٥: ٣٣٦، النهر: ٣٣٤.
صرح سيبويه بأن الغايات المبنية لا تقع خبرًا للمبتدأ قال ٢: ٤٤: «ويدلك على أن (قبل) و (بعد) غير متمكنين، أنه لا يكون فيهما مفردين ما يكون فيهما مضافين، لا تقول: قبل وأنت تريد أن تبني عليها كلامًا، ولا تقول: هذا قبل: كما تقول: هذا قبل العتمة».
وقال ابن هشام في المغني ٢: ١٣: «الغايات لا تقع أخبارًا، ولا صلات،