وقد يكون في الكلام ما يمنع تقدير المضاف كقوله تعالى:
رجل وامرأتان مما ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ... ٢: ٢٨٤
أن تضل: في موضع المفعول لأجله، أي لأن تضل، على تنزيل السبب وهو الإضلال منزلة المسبب عنه، وهو الإذكار، كما ينزل المسبب منزلة السبب لالتباسهما واتصالهما، فهو كلام محمول على المعنى أي لأن تذكر إحداهما الأخرى إن ضلت، ونظيره: أعددت الخشبة أن يميل الحائط فأدعمه، وأعددت السلاح أن يطرق العدو فأدفعه، ليس إعداد الخشبة لأجل الميل، وإنما إعدادها لإدعام الحائط، إذا مال.
ولا يجوز أن يكون التقدير: مخافة أن تضل لأجل عطف (فتذكر) عليه، وحكى عن أبي العباس أن التقدير: كراهة أن تضل.
قال أبو جعفر: وهذا غلط، إذ يصير المعنى: كراهة أن تذكر.
البحر ٢: ٣٤٩، العكبري ١: ٦٧.
معاني القرآن للزجاج ١: ٣١٥ نقل كلام سيبويه.
المصدر المؤول من (أن والفعل) إذا أعرب مفعولاً لأجله على تقدير حذف المضاف كان في موضع نصب ولا يتأتى فيه اختلاف الخليل وسيبويه، صرح بذلك أبو حيان، وقال إنه منصوص عليه من النحويين، وكذلك قال الدماميني.
ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئًا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ٢: ٢٢٩
استثناء من المفعول له، كأنه قيل: ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا بسبب من الأسباب إلا بسبب خوف عدم إقامة حدود الله، فلذلك هو المبيح لكم الأخذ، ويكون حرف العلة قد حذف مع (أن) وهو جائز فصيح، ولا يجيء هنا خلاف الخليل وسيبويه، لأن هذا المصدر في موضع نصب لأنه مقدر بالمصدر، ولو صرح به كان منصوبًا واصلاً إليه العامل بنفسه، فكذلك هذا المقدر به، وهذا