ذلك الأخفش فقال: اعلم أن العرب تقول: فوق رأسك، وتحت رجليك لا يختلفون في نصب الفوق والتحت، لأنهما لم يستعملوها إلا ظرفا أو مجرورين بمن، قال تعالى: {فخر عليهم السقف من فوقهم} وقال: {تجرى من تحتها الأنهار}، وقد جاء جر (فوق) بعلى وكلاهما شاذ. الهمع ١: ٢١٠.
فوق في القرآن الكريم
جاءت (فوق) في أربعين موضعا من القرآن، وكانت مضافة في جميع مواقعها، أضيف للظاهر وللمضمر، وجرت بمن في ١٥ موضعًا هي:
١٤: ٢٦، ٦٢: ١٩، ٦: ٦٥، ٣٣: ١٠، ٢٤: ٤٠، ٣٩: ٢٠، ٤١: ١٠، ٥: ٦٦، ٧: ٤١، ١٦: ٢٦، ٥٠، ٢٩: ٥٥، ٣٩: ١٦، ٤٢: ٦٥.
١ - والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ٢: ٢١٢
الفوقية حقيقية أو مجازية، يوم منصوب على الظرف، والعامل فيه هو العامل في الظرف ما قبله، أي كائنون هم يوم القيامة. البحر ٢: ١٣٠.
٢ - وهو القاهر فوق عباده ٦: ١٨
فوق معمول: منصوب على الظرف، إما معمول للقاهر، أو خبر ثان وقيل حال، وأجاز أبو البقاء أن يكون (فوق عباده) في موضع رفع بدلاً من القاهر.
البحر ٤: ٨٩، العكبري ١: ١٣٢.
قال ابن عطية: القاهر: إن أخذ صفة فعل، أي مظهر القهر بالصواعق والرياح والعذاب فيصح أن تجعل (فوق) ظرفية للجهة، لأن هذه الأشياء إنما تعاهدها للعباد من فوقهم، وإن أخذ القاهرة صفة ذات بمعنى القدرة والاستيلاء ففوق لا يجوز أن يكون للجهة، وإنما هو لعلو الشأن والقدر، كما تقول: الياقوت فوق الحديد.
البحر ٤: ١٤٧.