بأسرها من غير أن ينوب عنها شيء، لأنها تبقى جملة مفلتة من الجملة السابقة قبلها، إذ ليس لها موضع من الإعراب، ولا هي اعتراضية ولا تفسيرية، لأنهما مستغنى عنهما، وهذا لا يستغنى عنها، فصارت مرتبطة غير مرتبطة، وذلك لا يجوز.
وإذا جعلنا المحذوف من قبيل المفرد كان فيما قبله ما يدل على حذفه؛ وتكون جملة واحدة كحاله إذا تقدم، وأنت لا ترى فرقًا بين قولك: زيد نعم الرجل، ونعم الرجل زيد، كما لا تجد فرقًا بين زيد قام أبوه، وقام أبوه زيد، وحسن حذف المخصوص بالذم هنا كون المهاد وقع فاصلة، وكثيرًا ما حذف في القرآن لهذا المعنى نحو قوله: {فنعم المولى ونعم النصير} و {ولبئس مثوى المتكبرين}».
٣ - قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد ١٢:٢
في البحر ٣٩٣:٢: «والمخصوص بالذم محذوف، لدلالة ما قبله عليه التقدير: وبئس المهاد جهنم. وكثيرا ما يحذف لفهم المعنى، وهذا مما يستدل به لمذهب سيبويه إنه مبتدأ، والجملة التي قبله في موضع الخبر، إذ لو كان خبر، مبتدأ محذوف، أو مبتدأ محذوف الخبر للزم من ذلك حذف الجملة برأسها من غير أن يبقى ما يدل عليها، وذلك لا يجوز، لأن حذف المفرد أسهل من حذف الجملة».
٤ - أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ١٣٦:٣
المخصوص بالمدح محذوف، تقديره: ونعم أجر العاملين ذلك، أي المغفرة والجنة. البحر ٦١:٣.
٥ - ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ١٥١:٣
المخصوص بالذم محذوف، أي النار. البحر ٧٨:٣.