العماد، أي أصحاب أعلام هذه المدينة. والأرم: العلم.
وقوله (أرم ذات العماد) تفسير لقوله: (فعل بعاد) فكأن قائلاً قال: ما صنع بها؟ فقال: أرم ذات العماد، أي مدينتهم. وهذا يدل على هلاكهم.
وأما (بعاد أرم ذات العماد). فعلى أنه أراد أهل أرم، هذه المدينة، فحذف المضاف، وهو يريده».
وانظر ابن خالويه: ١٧٣
وفي البحر ٤٦٩:٨: «وعاد: عاد بن عوض، وأطلق ذلك على عقبه، ثم قيل للأولين منهم: عاد الأولى، وإرم، نسبه لهم باسم جدهم ولمن بعدهم: عاد الخيرة. وقال مجاهد وقتادة: هي قبيلة بعينها.
وقال ابن إسحاق: إرم: هو أبو عاد كلها. وقال الجمهور: إرم: مدينة لهم عظيمة، كانت على وجه الدهر باليمن ..
قرأ الجمهور (بعاد) مصروفًا، و (إرم) بكسر الهمزة وفتح الراء والميم ممنوع الصرف للتأنيث والعلمية، لأنه اسم للقبيلة (وعاد) وإن كان اسم القبيلة فقد يلحظ فيه معنى الحي فيصرف أولاً لا يلحظ فجاء على لغة من صرف هندًا و (إرم) عطف بيان أو بدل:
وقرأ الحسن: (بعاد) غير ممنوع الصرف مضافًا إلى (إرم) فجاز أن يكون إرم جدًا ومدينة.
والضحاك: (إرم) بفتح الراء وما بعدها ممنوعي الصرف.
وقرأ ابن الزبير: (بعاد) بالإضافة (أرم) بفتح الهمزة وكسر الراء وهي لغة في المدينة ..
(ذات) بالكسر: صفة لإرم، سواء كانت اسم قبيلة أو مدينة، وإن كان يترجح كونها مدينة بقوله: (لم يخلق مثلها في البلاد) فإذا كانت قبيلة صح إضافة (عاد) إليها وفكها منها بدلاً أو عطف بيان، وإن كانت مدينة فالإضافة إليها ظاهرة، والفك فيها يكون على حذف مضاف، أي بعاد أهل إرم ذات العماد».
٤ - أَلا إِنَّ ثَمُودَا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ ٦٨:١١