قوله تعالى: {فَلَا تَأْسَ} ٢٦ قرأ أبو جعفر، وورش، وأبو عمرو - بخلاف عنه - بإبدال الهمزة ألفًا وقفًا ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا. والباقون بالهمزة (١).
قوله تعالى: {نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ} ٢٧ قرأ ورش بنقل حركة همزة "آدَم" إلى الياء من "ابنَي" فتصير الياء مفتوحة، وله في الهمزة المنقولة حركتها - المد والتوسط والقصر (٢).
وسكت خلف عن حمزة على الياء قبل الهمزة في الوصل، بخلاف عنه (٣).
والباقون بإسكان الياء، وتحقيق همزة آدم.
فإن قيل: الياء ليس بساكن صحيح، فكيف ينقل ورش، ويسكت خلف؟
قيل: لما تغيّرت الحركة قبل الياء من الكسر إلى الفتح، ألحق بالصحيح.
قوله تعالى: {بَسَطْتَ} ٢٨ هنا تدغم الطاء في التاء، وتبقى صفة الطاء.
قوله تعالى: {يَدِيَ إِلَيْكَ} ٢٨ قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وحفص بفتح الياء. والباقون بالسكون.
(١) ألف تأسا بدل من واو لأنه من الأسى الذي هو الحزن وتثنيته أسوان ولا حجة في أسيت عليه لانكسار السين ويقال: رجل أسوان بالواو وقيل: هي من الياء يقال: رجل أسيان أيضًا (إملاء ما منَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات ١/ ٢١٣).
(٢) وقرأ ورش عن نافع أنه كان يلقي حركة الهمزة على اللام التي قبلها مثل: {الأرض} و {الآخرة} و {الأسماء} بلا همزة في ذلك كله ويسقط الهمزة، وكذلك إذا كان الساكن آخر كلمة والهمزة أول أخرى ألقى حركتها على الساكن وأسقطها مثل {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} و {مَنْ إِلَهٌ} القصص ٧١ وما أشبه ذلك؛ إلا أن يكون الساكن الذي قبلها واوًا قبلها ضمة {قَالُوا أَنْصِتُوا} الأحقاف ٢٩ أو ياء قبلها كسرة مثل {فِي أَنْفُسِكُمْ} البقرة ٢٣٥؛ فإنه لا يدع الهمز ههنا ولم يكن يلقي عليها حركة الهمزة، فإذا انفتح ما قبل الواو والياء وهي ساكنة ولقيتها همزة ألقى عليها حركة الهمزة وأسقط الهمزة مثل {خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} البقرة ١٤ و {نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ} المائدة ٢٧ وما كان مثله من الإضافة، قال ابن الجزري:
وانقل إلى الآخر غير حرف … مد لورش إلا ها كتابيه أسد
(التيسير ص ٣٦، إتحاف فضلاء البشر ص ٨٣، السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ج ١/ ص ١٤٨، البشر ١/ ٤٠٩).
(٣) وكذا السكت عن خلاد.