ثم توقفنا بعض الوقت ظنا منا أن هذا الكتاب سوف يظهر قريبًا بصورة مكتملة ومحققا.
فظهر وقتئذ القسم المتمم لتابعى أهل المدينة ومن بعدهم بتحقيق الأستاذ زياد منصور سنة ١٩٨٣ م. ثم ظهرت طبعة دار الكتب العلمية ببيروت سنة ١٩٩٠ م. ثم ظهرت الطبقة الخامسة من الصحابة بتحقيق د. محمد السلمى سنة ١٩٩٣ م. ثم ظهرت الطبقة الرابعة من الصحابة ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك بتحقيق د. عبد العزيز السلومى سنة ١٩٩٥ م.
ومن الأمور الجديرة بالذكر أن هاتين الطَّبَقتَيْن مع غيرهما كانت المكتبة قد أعدتهما للطبع منذ سنة ١٩٨٠ م، أى قبل ظهور جميع هذه الطبعات بفترة طويلة.
أما طبعة القسم المتمم لتابعى أهل المدينة فقد ظهر وبه ورقة ناقصة تحتوى على عدد من التراجم يضاف إلى ذلك كثرة ما به من التصحيف والتحريف وقد أشرنا إلى بعض ذلك عند موضعه فى هذا الكتاب.
وأما طبعة دار الكتب العلمية فتعدّ من أسوإ الطبعات التى ظهرت من هذا الكتاب نظرًا لما يشيع فيها من التصحيف والتحريف الفاحش، يضاف إلى ذلك أنها خلت من مئات التراجم التى تضمنتها هذه الطبعة التى نقدم لها اليوم.
كذلك شاع التصحيف والتحريف بصورة واسعة فى تحقيق الطبقتين الرابعة والخامسة التى أشرت إليهما.
وفوق ذلك فثمة مئات التراجم لم تتناولها أى من الطبعات المشار إليها، والتى ظلت مخطوطة حتى أضافتها الطبعة التى نقدم لها اليوم.
لهذا كله بدأ عملنا مرة أخرى فكانت هذه الطبعة المكتملة التى تُقدّم للقراء والباحثين لأول مرة.
وبعد: فثمة اعتقاد سائد لدى بعض الباحثين أن كتابات ابن سعد فى السيرة والمغازى وما بعدها من طبقات الصحابة والتابعين، تكاد تكون صورة مماثلة لكتابات أستاذه الواقدى فى هذا الشأن.