وجائز أن يكون قوله: (يَتْلُو صُحُفًا): القرآن، وسائر الصحف؛ لأن سائر الصحف فيه.
وكذلك: (فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ)، جائز أن يكون سمى كتابه المنزل على رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: كتبا؛ على الإبلاع، والتأكيد؛ على ما ذكرنا.
وجائز أن يكون: يتلو صحفا وكتبا عليهم، وهي التوراة والإنجيل والزبور، كأن هذا القرآن في تلك الكتب، وتلك الكتب في هذا، وهو كقوله - تعالى -: (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ)، وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)، أخبر أنه في تلك الكتب، وأن الكتب الأولى فيه؛ فيصير بتلاوة هذا عليهم كأنه تلا تلك الكتب عليهم، وعلى هذا قوله - تعالى -: (هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي. . .)، وقوله - تعالى -: (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ. . .)، وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُم. . .)، ففى هذا ما في تلك الكتب.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (صُحُفًا مُطَهَّرَةً): التي كانت في أيدي السفرة البررة.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (مُطَهَّرَةً)، يحتمل: مطهرة من أن يكون للباطل فيها حجة أو مدخل.
أو مطهرة من الافتعال والافتراء.
أو مطهرة من أن تحتمل ما ذكره أُولَئِكَ الكفرة.
وقال قتادة: سمى كتابه بأحسن الأسماء، وأثنى عليه بأحسن الثناء، سماه: نورا، وهدى، ورحمة، وبركة، وآية، وشفاء، ونحوه.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (قَيِّمَةٌ (٣) اختلف فيه:
قَالَ بَعْضُهُمْ: فيها كتب صادقة.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: عادلة.
قال غيرهم: مستقيمة على ما توجبه الحكمة.