دأبا يقرأ بتحريك الهمزة وإسكانها, فالإسكان أصل المصدر, والفتح من أجل حرف الحلق وهو الهمزة, والدأب العادة والملازمة (١) , ومنه قول امرئ القيس:
كَدَابِك (٢) من أُمّ الْحُوَيْرِث (٣) قَبْلَهَا ... وجَارَتِهَا أُمّ الرَّبَاب بِمَاسَلِ
أي كعادتك وقوله: {فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ} ما شرط, و {حَصَدْتُمْ} مشروط به, {فَذَرُوهُ} جواب الشرط, والهاء منصوبة بـ "ذروه", والهاء عائدة على ما, {فِي سُنْبُلِهِ} متعلق بـ "ذروه", {إِلَّا قَلِيلًا} استثناء من الضمير, {مِمَّا تَاكُلُونَ} "ما" بمعنى الذي, ومن متعلقة بالاستقرار في موضع النعت لـ"قليل".
القولُ في القراءةِ:
(١) الفراهيدي، العين، مرجع سابق، ٨/ ٨٥. ابن دريد، مرجع سابق، ١/ ٣٠٣. الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، ١٤/ ١٤٢.
(٢) ديوانه: ١٢٥ من معلقته المشهورة. ابن دريد، مرجع سابق، ٢/ ٦٨٨. الخطاب، جمهرة أشعار العرب، مرجع سابق، ١/ ١١٦.
(٣) أم الحويرث: هي" هر" أم الحارث بن حصين بن ضمضم الكلابي، وكان امرؤ القيس يشبب بها في أشعاره، وأم الرباب من كلب أيضا البغدادي، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، مرجع سابق، ٢/ ٢٢٥. ومأسل: موضع. يقول: لقيت من وقوفك على هذه الديار وتذكرك أهلها كما لقيت من أم الحويرث وجارتها. (عن شرح المعلقات). القرطبي، مرجع سابق، ٤/ ٢٣.