الغريب: الأخفش: مُعْطشة للخلق من اللُوح وهو العطش، وقيل:
تلوح الخلق إذا رأوها من بعيد.
قوله: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠) .
أي ملكا، وقيل: صفاً، وقيل: صنفاً من الملائكة.
العجيب: قرىء في الشواذ "تسعةُ أعشرٍ"، فيكون على هذا
تسعين.
والحكمة في تخصيص خزنة النار بهذا العدد، ما قاله سبحانه (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً) الآيات.
وقد ذُكر فيه وجوه كلها ضعيف، منها أن
طبقات النار سبع تفرد مالك بأولها، لأن فيها المذنبين من المؤمنين، فيرفق
بهم، إلى أن يخرجهم الله منها بفضله، ثم في كل واحدة منها ثلاثة منهم.
وقيل: التسعة نهاية العدد القليل، وعشر بداية العدد الكثير، وليس للعدد
الكثير نهاية، فجمع بينهما، أي عليهما ما يعلم الله من الملائكة، وقيل:
جعل أوتاد الأرض وهي الجبال: تسعة عشر كذلك، وجعل أوتاد النار وهم
الملائكة تسعة عشر، وزعم هذا القائل أن قد عدت جبال الأرض المتشعبة
عنها فبلغت مائة وتسعين، وقيل: حفظ الله نظام العالم باثني عشر برجاً وسبع
سيارات، كذلك حفظ نظام جهنم بمثل هذا العدد ملائكة، وقيل: إنها على
عدد حروف بسم الله الرحمن الرحيم، ليدفع المؤمن بكل حرف منها واحداً
منهم، فقد سبقت رحمته غضبه، وقيل: ساعات الليل والنهار أربع
وعشرون، خمس منها للصلوات الخمس، وباقيها وهو تسعة عشر، فمن
حفظها بذكر الله ذب كل ساعة منه ملكاً منهم، ومن ضيعها عذبه التسعة
عشر. قال الشيخ: قد حكيت لك ما ذكره المفسرون في الآية، إذ لم تخل
من فوائد، ويحتمل أيضاً أن المراد بذلك أن جهنم أسفل كل مخلوق وفرقها