ولفظ {كُونُوا} أمر، والمعنى: لو كنتم كذلك لأماتكم ثم أحياكم لأن من قَدَرَ على خلقكم من التراب والنطفة قَدَرَ على خلقكم من العظام والرفات، وهذا أقرب إلى الإنسانية.
وقيل: تقديره: إذا جاز أن يحيل الإنسان حجارة أو حديداً ما الذي يمنع من الإعادة من العظام والرفات أو ما يكبر في صدوركم.
ابن عباس وابن جبير والضحاك: الموت، وهو أكبر الأشياء في صدورهم، أي: لو كنتم الموت لأماتكم ثم أحياكم (١).
الكلبي: البعث (٢).
مجاهد: هو السماء والأرض والجبال (٣).
وقيل: عام، أي: أي شيء مما تستكبرون (٤).
الحسن: ما أدري ما هو (٥).
{فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} خلقكم ابتداءاً بالإيجاد.
{فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ} يحركونها فعل المستبعد للشيء، وقيل: فعل المستهزئ.
{وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ} استبعاداً له ونفياً، تقول: نغض السِّنُّ: تحرك، وأنغضته:
(١) أما قول ابن عباس: فأخرجه الطبري ١٤/ ٦١٦، والحاكم ٢/ ٣٦٢، وأما قول سعيد بن جبير فأخرجه عبدالرزاق ١/ ٣٧٩، والطبري ١٤/ ٦١٦ - ٦١٧، وقول الضحاك أيضاً أخرجه الطبري ١٤/ ٦١٧.
(٢) نقله الماوردي ٣/ ٢٤٨ عن الكلبي، بينما نقل عبدالرزاق ١/ ٣٧٩ عن الكلبي قوله: لو كنتم الموت لأماتكم.
(٣) أخرجه عبدالرزاق في «تفسيره» ١/ ٣٧٩.
(٤) في (د): (تستكبرونه).
(٥) نقله الكرماني أيضاً في كتابه الآخر «غرائب التفسير» ١/ ٦٢٩، ولكن نقل السمرقندي ٢/ ٣١٥، وأبو حيان ٦/ ٤٥ عن الحسن أنه الموت.