حركته.
{قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (٥١)} أي: هو قريب، وعسى للوجوب، و {قَرِيبًا (٥١)} يجوز أن يكون خبر كان ويجوز أن يكون ظرفاً، أي: في زمان قريب، ثم بَيَّنَ وعَيَّنَ فقال:
{يَوْمَ يَدْعُوكُمْ} أي: إلى المحاسبة، وهو يوم القيامة.
وقيل: يدعوكم من قبوركم.
وقيل: يدعوكم إسرافيل، وهو النفخة الأخيرة.
مقاتل: وذلك أن إسرافيل يقوم على صخرة بيت المقدس يدعو أهل القبور في قرن ويقول: أيتها العظام البالية واللحوم المتفرقة والعروق المتقطعة اخرجوا من قبوركم، فيخرجون من قبورهم (١).
ابن عيسى (٢): لمعنى الدعاء وجهان:
أحدهما: النداء بالخروج إلى أرض المحشر نداءً يسمعه جميع العباد.
والثاني: بالصيحة التي يسمعونها فتكون داعية لهم إلى (٣) الاجتماع إلى أرض القيامة (٤).
{فَتَسْتَجِيبُونَ} فتجيبون.
(١) انظر: «تفسير مقاتل» ٢/ ٥٣٥ بنحوه.
أما أن إسرافيل هو المنادي ففيه خلاف، فقد قيل إنه ينفخ وجبريل ينادي، وأما المكان، فقيل: صخرة بيت المقدس، وقيل غير ذلك، ثم إن الكلام الذي ينادى به يحتاج إلى خبر صحيح يبينه.
ويمكن الرجوع في هذه المسألة لأقوال أهل العلم عند تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (٤١) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ} ق: ٤١ - ٤٢، و «لوامع الأنوار» للسفاريني ٢/ ١٦٤.
(٢) في (أ) و (ب): (ابن عباس)، والصواب أنه ابن عيسى، وذلك لوروده في (د) وفي كتاب ابن عيسى.
(٣) في (أ): (في).
(٤) انظر: «الجامع في علوم القرآن» لعلي بن عيسى الرماني (ق ١٤٩/ب).