وقيل: معناه: من لم يثق بوعد محمد واستعجل فليختنق وليجتهد جهده (١).
وقيل: معناه من كان يحسب أن لن يرزق الله محمداً وأمته فيوسع عليهم من فضله في الدنيا والآخرة من جزيل عطاياه فليهلك نفسه، فإن ذلك كائن لا محالة (٢).
وقيل: معناه من كان يظن أن لن يرزقه الله فليمدد حبلاً يختنق به هل يأتيه ذلك الرزق، فيكون العائد إلى من والنصرة الرزق كما سبق (٣).
وقيل: معناه من استبطأ رزق الله ونصره وطلب الموعود عاجلاً فليهلك نفسه بخنق (٤) أو خرور من الهواء فإن لذلك وقتاً لا يجوز إيقاعه إلا فيه (٥)، والله أعلم.
{وَكَذَلِكَ} أي: كما بينا ابتداء الخلق والمعاد {أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} واضحات يريد جميع القرآن.
وقيل: كما بَيَّنَا قدرتنا على الخلق عقلاً أنزلنا آيات أي: في القرآن آيات واضحات بصحة ذلك (٦).
{وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} أي: ولأن الله يهدي إلى النبوة من يريد. وقيل: التوبة. الحسن: يهدي من يهتدي بهداه (٧).
{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فيه قولان:
أحدهما: يحكم بينهم لأن كل واحد يدعي أنه على الحق وصاحبه مبطل.
والثاني: يفرق بينهم فالمؤمنون في الجنة والكافرون في النار.
(١) انظر: معالم التنزيل (٥/ ٣٧٠).
(٢) وهو قول مجاهد.
انظر: معاني القرآن للنحاس (٤/ ٣٨٨).
(٣) وهو قريب من القول السابق.
(٤) في ب: " لخنق "، وهو تصحيف.
(٥) ولعل هذا محاولة للجمع بين الأقوال، والله أعلم.
(٦) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٦/ ٤٨٥).
(٧) لم أقف عليه بعد البحث، والله أعلم.