وقيل: فيها تقديم وتأخير، وتقديره: إن هي إلا حياتنا الدنيا نحيا ونموت (١).
{وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} بعد الموت. {إِنْ هُوَ} ما هو.
{إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى} اختلق.
{عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} في دعواه الرسالة والبعث بعد الموت.
{وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ} مصدقين فيما يدعيه ولا نؤمن به.
{قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} أي: أهلكهم بسبب تكذيبهم إياي وانتقم لي منهم، دعا الرسول عليهم فأجابه الله بقوله {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ} أي: عن قليل من الزمان،
و(ما) صلة.
{لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} إذا عاينوا ما يحل بهم ثم لا ينفعهم ندمهم.
{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} صاح بهم جبريل صيحة هائلة تصدعت قلوبهم فماتوا بها؛ وذلك أن قوم صالح أهلكوا بالصيحة.
وقيل: هي عبارة عن أيّ عذاب كان (٢).
{بِالْحَقِّ} أي: لا دافع لها.
وقيل: بما استحقوه بفعلهم (٣)، ويحتمل معنى {بِالْحَقِّ} بالوعد الصدق.
{فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} ابن عباس، رضي الله عنهما: بالياً (٤).
وقيل: موتى صرعى كالغثاء وهو: ما يحمله السيل مما قد بَلِي وتغير من القصب والورق وغير ذلك (٥).
وقيل: هي كقول العرب لمن ذهب وهلك: سال به السيل، لأن ما حمله السيل يسمى غثاءً (٦).
(١) انظر: بحر العلوم للسمرقندي (٢/ ٤١٤).
(٢) على أن المراد بالقوم غير قوم صالح عليه السلام، والأول هو الصواب.
(٣) انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٢٩٠).
(٤) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٧/ ٤٦).
(٥) حكاه الزجاج في معاني القرآن (٤/ ١٢).
(٦) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٧٧٧).