أبو العالية (١): كل موضع في القرآن ذكر فيه الفرج فالمراد به الزنا إلا في هذا الموضع فإن المراد به الستر (٢).
وقيل: يحفظونها من الزنا (٣)، وسميت فروجاً لأنها منافذ الأجواف ومسالك الجارحات.
{ذَلِكَ} أي: الغض والحفظ. {أَزْكَى لَهُمْ} أنفع لدينهم ودنياهم.
{إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} لايخفى عليه فعلهم.
{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} فلا يحل لهن أن ينظرن من الرَّجُل إلى ما ليس بعورة إلا لغرض دون طريقة الشهوة.
{وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} عن النظر إليها، وقيل: عن الزنا (٤).
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ الْجُودِيِّ} يريد بالزينة مواضع الزينة.
{إِلَّا مَا ظَهَرَ الْجُودِيِّ} ابن مسعود رضي الله عنه: الثياب (٥).
ابن عباس، رضي الله عنهما: الكحل والخاتم (٦).
الحسن في جماعة: الوجه والكفان (٧).
ابن جرير: الوجه، والكحل، والخاتم، والخِضاب، والثياب، والسِّوار (٨).
(١) أبو العالية، واسمه رفيع بن مهران الرياحي، مولاهم البصري، قرأ القرآن على كبار الصحابة كعمر بن الخطاب، وابن مسعود، وأبي بن كعب، رضي الله عنهم، كان عالماً بالتفسير والقرآن، توفي سنة تسعين.
انظر: معرفة القراء الكبار للذهبي (١/ ٦٠)، الكاشف (١/ ٣٩٧).
(٢) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٧/ ٢٥٥)، والمراد سترها عن الأبصار حتى لاتُرى.
(٣) انظر: النكت والعيون (٤/ ٨٩).
(٤) كما سبق في الأمر للرجال بذلك.
(٥) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٢٥٦).
(٦) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٢٥٨).
(٧) وهو قول سعيد بن جبير، وعطاء.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٢٥٩، ٢٥٨).
(٨) انظر: جامع البيان (١٧/ ٢٦٠).