وقيل: هو البناء العريض الرفيع، وكان عمل سليمان صحن من قوارير وتحته الماء والسمك وسائر دواب الماء وكان يُرى من ظاهره ثم جلس سليمان في وسطه على كرسي وكان طريق بلقيس في الوصول إليه (١).
{فَلَمَّا رَأَتْهُ} نظرت إلى سليمان ورأت الصرح.
{حَسِبَتْهُ لُجَّةً} (٢) قال المفسرون: ماءً غمراً، وذلك يبعد في الآية لأن كشف السارق لا يغني مع اللُّجَّة لأنها كشفت عن ساقها لتخوض الماء إلى سليمان.
والأَحْسن أن يحمل اللجة على الضحضاح، أو يقال كما جاء في بعض التفاسير أنها لما رأت الصرح قالت: ما وجد ابن داود عذاباً يقتلني به إلا الغرق.
{وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا} على عادة من يريد الخوض في الماء فإذا هي أحسن ساقٍ لكنها كانت شُعَرَاء.
{قَالَ إِنَّهُ} قال يعني (٣) سليمان لها. {إِنَّهُ} إن الذي تزعمين إنه ماء.
{صَرْحٌ مُمَرَّدٌ} ابن عيسى: الصرح البسيط المنكشف من غير سقف، ومنه صَرَّح بالأمر (٤)، و {مُمَرَّدٌ} المملس (٥).
(١) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٨٢)، معاني القرآن للنحاس (٥/ ١٣٨).
قال الزجاج في معاني القرآن (٤/ ٩٣) " والصرح في اللغة: القصر، والصحن؛ يقال: هذه ساحة الدار، وصحنة الدار، وباحة الدار، وقاعة الدار، وقارعة الدار، هذا كله في معنى الصحن ".
(٢) لجة البحر: الذي لايدرك قعره، ولُجة الماء معظمه، وجمعه: لُجٌ ولُجج.
انظر: لسان العرب (١٢/ ٢٣٩)، مادة: لجج.
(٣) في ب " قال سليمان لها ".
(٤) انظر: النكت والعيون للماوردي (٤/ ٢١٧).
(٥) المَرْدُ: التَّمْلِيس، ومردت الشيء ومرَّدته لينته وصقلته، والتمريد: التمليس والتسوية والتطيين، وصح ممرد أي: بناء محكم أملس، ومنه غلام أمر إذا أبطأ نبات شعر وجهه.
انظر: القاموس المحيط (٤٠٧)، المصباح المنير (٢/ ٥٦٨).