{مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا} من جملة (١) بدنهما.
قتادة: كانا لا يريان سوءاتهما قبل المعصية (٢).
وقيل: لم يكن يرى كل واحد منهما عورة صاحبه قبل المعصية، فلما عصيا بدت عوراتهما.
{وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا} إلا كراهة (٣) أن تكونا.
الكوفيون: إلا أن لا تكونا (٤).
{مَلَكَيْنِ} تَعْلَمان الخير والشر.
وقيل: ملكين تستغنيان عن الغذاء.
{أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (٢٠)} من الذين لا يموتون.
{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (٢١)} قاسم من باب: طارقت (٥)، وعافاه الله.
والمعنى: أقسم لهما يمينا فاجرة، وظَنَّا أن أحداً لا يحلف بالله كاذباً.
وإبليس أول من حلف بالله كاذباً.
وقيل: قاسمهما: قال لهما إن كان ما قلته خيراً فهو لكما دوني، وإن كان شرّاً فهو عليَّ دونكما، ومن فعل ذلك معكما فهو من الناصحين لكما، فكانت هذه مقاسمة، حكاه (٦) الماوردي (٧).
{فَدَلَّاهُمَا} أي: دلاهما في المعصية.
(١) في (أ): (من حلة)، وفي (جـ): (عن جملة).
(٢) أخرجه عبدالرزاق ١/ ٢٢٦، والطبري ١٠/ ١١٢ - ١١٤.
(٣) في (جـ): (أي إلَاّ كراهة ... ).
(٤) في (جـ): ( ... أن تكونا).
(٥) قال في «اللسان» (طرق): (طارق الرجل بين نعلين وثوبين: لبس أحدهما على الآخر)، والله أعلم.
(٦) في (ب): (حكاهما)، والماوردي قد حكى القولين في تفسيره.
(٧) انظر: «النكت» للماوردي ٢/ ٢١٠.