{هُدًى} بيان للطاعة (١) من المعصية.
{وَرَحْمَةٌ} تخليص من الذنوب.
{لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (١٥٤)} اللام (٢) دخل المفعول لمّا تَقَدَّم، وقيل: الفعل محمول على المصدر، أي: رهبتهم لربهم، ويحتمل: أن المفعول محذوف، وتقديره: يرهبون معاصي الله لربهم، أي: لأمر ربهم، وقد سبق (٣).
{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} أي: من قومه، فحذف، قال:
ومنَّا الذي اختيرَ الرجالَ سماحةً ... وجُوداً إذا هبَّ الرياحُ الزعازعُ (٤)
{لِمِيقَاتِنَا} لميعادنا، وهو الميقات الأول لأن فيه ذكر الرؤية، وقيل: هو ميقات آخر للتوبة (٥) عن عبادة العجل.
وفي سبب اختياره السبعين أقوال، أحدها: أنه اختارهم لتمام الموعد، والأكثر على أنه اختارهم ليعتذروا عن (٦) عبادة العجل، وقيل: قالت طائفة من بني إسرائيل: إن الله لا يكلمك، فأوحى الله إلى موسى أن اختر من خيارهم (٧) سبعين رجلاً ثم ارتق بهم إلى الجبل أنت وهارون واستخلف على بني إسرائيل يوشع بن نون، ففعل ثم ذهب (٨) بهم ليسمعوا كلام الله، فلما أتوا ذلك المكان وسمعوا كلام الله قالوا: لن نؤمن لك بأنك قد كلمته حتى نرى الله جهرة، فأخذتهم الصاعقة (٩) فماتوا.
عن ابن عباس رضي الله عنهما: إن السبعين الذين قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة غير السبعين الذين أخذتهم الرجفة (١٠).
(١) في (ب): (الطاعة).
(٢) في (أ): (واللام).
(٣) قد تقدم كلامه على مثل هذه اللام في مثل قوله تعالى: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} آل عمران: ٧٣. وقد ذكر السمين الحلبي في «الدر المصون» ٥/ ٤٧٢ - ٤٧٣ أربعة أوجه في هذه اللام.
(٤) القائل هو: الفرزدق، كما في «الكتاب» لسيبويه ١/ ٣٩، والطبري ١٠/ ٤٧٣، و «الدر المصون» ٥/ ٤٧٣ - ٤٧٤، وقوله: (ومنا) حرف الواو موجود في النسختين، وليس موجوداً في مصادر التخريج إلا عند الطبري.
(٥) سقطت كلمة (للتوبة) من (ب).
(٦) في (ب): (من).
(٧) في (أ): (أن اختر من قومه من خيارهم ... ).
(٨) في (أ): (ففعل وذهب).
(٩) حصل انتقال بصر للناسخ لنسخة (ب)، فأسقط ما بين جملة (فأخذتهم الصاعقة) الواردة هنا، والواردة بعد سطر، فكان سياق الكلام في (ب) كالتالي: (نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة غير السبعين الذين أخذتهم الرجفة).
(١٠) ذكره الثعلبي ٤/ ٢٨٩.