الضحاك: أعلاها فيه أهل التوحيد يعذبون على قدر أعمالهم ثم يخرجون، والثاني فيه اليهود، والثالث فيه النصارى، والرابع فيه الصابئون، والخامس فيه المجوس، والسادس فيه مشركوا العرب، والسابع فيه المنافقون لقوله (١) تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} النساء: ١٤٥ (٢).
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوهَا} أي: يقال لهم ادخلوها.
{بِسَلَامٍ} أي: بسلامة من النار ومن الآفات والعاهات، وقيل: {بِسَلَامٍ}: بتحية منا تصحبكم.
{آمِنِينَ (٤٦)} من المرض والموت فيها والخروج منها.
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} أي: نزعنا في الدنيا بما أُلقي بينهم من الأُلفة، وهو قوله {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} الأنفال: ٦٣.
وقيل: ونزعنا في الجنة ما في صدورهم من غِلٍّ كان في الدنيا.
والغِلُّ: الغدر والخيانة، ومنه الحسد والمنافسة والبخل.
{إِخْوَانًا} حال {عَلَى سُرُرٍ} جمع سرير، وقيل: جمع سرور، حكاه أقضى القضاة (٣).
{مُتَقَابِلِينَ (٤٧)} بالوجوه يرى بعضهم بعضاً (٤)، وقيل: متقابلين بالمودة والمحبة.
وقيل: متقابلين في المنزلة لا يفضل بعضهم بعضاً.
وقيل: لا يرى بعضهم قفا بعض.
{لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا} في الجنة.
{نَصَبٌ} تعب.
{وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (٤٨)} فإن تمام النعمة بالخلود.
في سبب النزول عن علي بن الحسين رضي الله عنهما: أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم، قال: والله إنها لفيهم نزلت وفيمن نزلت إلا فيهم، فقيل: وأي غل (٥) هو، قال: غل الجاهلية،
(١) في (أ): (كقوله).
(٢) ذكر السيوطي ٨/ ٦٢٢ نحوه عن الضحاك وعزاه لابن أبي حاتم، وأخرجه مسنداً الثعلبي في «الكشف والبيان» (ص ٨١).
(٣) انظر: «النكت والعيون» للماوردي ٣/ ١٦٢.
(٤) حصل سقط في (أ)، وجاء النص فيها كالتالي: ( ... بعضهم بعضاً وقيل لا يرى بعضهم قفا بعض).
(٥) في (د): (وأي غل فيهم هو).