{فَلَنُوَلِّيَنَّكَ}، أو تقديره: ليَعلمون أن ما نُولِّيكَهُ (١)، وما نفعلُه مِن تحويلِك إلى الكعبةِ هو الحقُّ.
وقوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (٢) قرأ الأعمشُ بتاء المخاطبةِ، وهي قراءةُ ابن عامرٍ وحمزةَ والكسائيِّ وسهلٍ ويعقوبَ (٣)، وهو وعدٌ للمؤمنين بالثَّواب على القَبول والأداء، وقرأ الباقون بياء المغايبة (٤)، وهو وعيدٌ للكافرين بالعِقاب على العُنود والإباء.
* * *
(١٤٥) - {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ}.
وقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} {وَلَئِنْ}. لامُ قسمٍ دخلت على "إن" التي هي للشَّرط، ولذلك أجيبَ بـ {ما}، وجوابات القسم خمسة:
أحدها: "ما"، قال: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} النجم: ١ - ٢.
والثاني: إنَّ المشددة، قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} الحجر: ٧٢.
والثالث: اللام المفتوحة، قال اللَّه تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ} مريم: ٦٨.
(١) في (ر): "نوليك" وفي (ف): "نوليكم".
(٢) في (ف): "يعملون".
(٣) هي قراءة يعقوب في رواية روح. وقرأ بها أيضًا من العشرة أبو جعفر. انظر "النشر" (٢/ ٢٢٣).
(٤) انظر: "السبعة" (ص: ١٦٠ - ١٦٢)، و"التيسير" (ص: ٧٧).