جمع بين اللُّغتين.
وقوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} أي: ليبقوا على الرُّشد، وهو الاهتداء، وقد رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْدًا ورَشَادًا، فهو راشدٌ، من باب: دخَل، بضمِّ راء المصدر في الرُّشد، ورَشِدَ يرشَدُ رَشَدًا، فهو رشيدٌ، من حد، عَلِمَ، بفتح الرَّاء والشِّينِ مِن المصدر.
وقيل: معنى الدُّعاء في هذه الآية هو العبادة، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ثم قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} غافر: ٦٠، وقال تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} الفرقان: ٧٧.
ومعنى الإجابةِ مِن اللَّه تعالى: هو القَبول، كما قال تعالى: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} الشورى: ٢٦.
ومعنى الاستجابة من العِباد: هو الانقيادُ لأمرِه، والعملُ بطاعتِه، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} (١) الأنفال: ٢٤.
ومعنى قوله: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} أي: أنَّهم إذا فعلوا هذا اهتدوا لمصالحِ دينِهم ودُنياهم؛ لأنَّ هذا وصفُ الشرائع (٢).
* * *
(١٨٧) - {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا
= (ص: ٩٦)، وهو دون نسبة في "معاني القرآن" للأخفش (١/ ٥٣)، و"تفسير الطبري" (١/ ٣٣٥).
(١) "إذا دعاكم" سقط من (أ).
(٢) في (أ): "للشرائع".