الوجوه (١)، لكن معناه: أي: لكن قولوا قولًا جميلًا ممَّا قُلناه (٢) في التَّعريضات.
وقوله تعالى: {وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ}؛ أي: لا تحقِّقوا العقدَ في العِدَّة، قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ اَلأَمْرُ} محمد: ٢١؛ أي: تحقَّق.
وقيل: أي: لا تُلزِموهنَّ (٣) عقدَ النِّكاحِ في العِدَّة، من قولك: عزمتُ عليك أنْ تفعلَ كذا، ولم يرد به القصدَ، ولو أرادَ ذلك لقال: ولا تَعزِموا على عُقدةِ النِّكاح، وذاك هو الإكنان الذي رفعَ اللَّهُ الجُناحَ فيه.
وقوله تعالى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ}؛ أي: حتَّى نتهي ما كَتبَ اللَّهُ عليهنَّ مِن التَّربُّصِ أربعةَ أشهرٍ وعشرًا، وقوله تعالى: {أَجَلَهُ}؛ أي: بلغ ذلك غايتَه، وهو انقضاءُ العِدَّةِ.
وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ}؛ أي: مِن الطَّاعةِ والتَّعظيمِ والخوفِ وخلاف ذلك.
وقوله تعالى: {فَاحْذَرُوهُ}؛ أي: اخشَوا أنْ يَطَّلِعَ على خلافٍ (٤) منكم، واحذروا أنْ يُعَاقِبَكم عليه.
وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}؛ أي: لا تَغترُّوا بأنَّه غفورٌ يَسترُ الذُّنوب، وحليمٌ لا يَعْجَلُ بالعقوبةِ، ثمَّ قد يأخذُ. أو هو (٥) غفورٌ، فتوبوا مِن الخلاف؛ ليغفرَ لكم، وحليمٌ لا يَرُدُّ التَّوبةَ لما سلفَ مِن الإفراط.
(١) "من الوجوه" ليس في (أ).
(٢) في (أ): "قلنا".
(٣) في (ر) و (ف): "تكرهوهن".
(٤) في (أ): "خوف".
(٥) في (ر): "وهو".