مثلُك أجدى ما لديهِ ونَصَحْ... إنَّ لكِ الحظَّ إذا الحقُّ وضَحْ
قد متَّعَ اللَّهُ عيالي ومَنَحْ... بالعَجوةِ السَّوداءِ والزَّهوِ البَلَحْ
والعبدُ يَسعى ولَهُ ما قدْ كَدَحْ... طولَ اللَّيالي وعليهِ ما اجترحْ
ثمَّ أقبلَتْ أمُّ الدَّحداحِ على صبيانِها تُخرِجُ ما في أفواهِهم، وتَنفضُ ما في أكمامِهم حتَّى أفضت إلى الحائطِ الآخر، فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كم مِن عِذْقٍ رَدَاح، ودارٍ فياح، في الجنَّة لأبي الدَّحداح" (١).
* * *
(٢٤٦) - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.
وقولُه تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} {أَلَمْ تَرَ}؛ أي: ألم تُخبَر خبرًا يَصيرُ (٢) لك كرؤيةِ العين في وقوعِ العلم، والملأ: الجماعةُ الأشراف، اسمُ فردٍ وُضِعَ للجماعة.
قيل: هو من امتلاء الإناء، وهو الاجتماعُ فيما لا يَحتمِلُ المزيد.
(١) انظر القصة بطولها في "تفسير الثعلبي" (٢/ ٢٠٧ - ٢٠٨). وأخرج نحوه مختصرًا دون ذكر الأبيات سعيد بن منصور (٤١٧) (تفسير)، والطبري: (٤/ ٤٣٠)، وابن أبي حاتم (٢/ ٤٦٠) (٢٤٣٠)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٣٠١) (٧٦٤) عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه. وأخرج نحوه أيضًا عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٠٧)، ومن طريقه الطبري في "تفسيره" (٤/ ٤٢٩ - ٤٣٠) عن زيد بن أسلم.
(٢) في (ر) و (ف): "يصل".