وهذا في الدنيا، وكذلك في الآخرة؛ فإنَّه يَجعل الصدقات مِن الربا هباءً منثورًا، ويجعلُ الخبيثَ بعضَه على بعضٍ فيركمُه جميعًا فيجعلُه في جهنَّم، ويضاعِف الصَّدقات على ما مر، فيجوزُ أنْ يكون المراد في الدنيا، ويجوز أنْ يكون المراد (١) في الآخرة، ويجوز أنْ يكون (٢) كلاهما.
وقال القشيريُّ رحمه اللَّه: ما كان بإذن اللَّه مِن التصرُّفات فمقرونٌ بالخيرات مصحوبٌ بالبركات، وما كان بمتابعة الهوى والشهوات سلَّط اللَّهُ (٣) عليه المحقَ والهلكاتِ (٤).
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ}: أي: يبغض {كُلَّ كَفَّارٍ} الفعَّال للمبالغة، وهو صفة للمُصرِّ به المصرِّ عليه {أَثِيمٍ} الأثيم أبلغ من الآثم، ومعناه: كلَّ كفارٍ باستحلاله أثيمٍ بأكله.
* * *
(٢٧٧) - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} قد مرَّ تفسيرُ كلِّ كلماتها.
وانتظامُها بما قبلها: أنَّه ليس حالُه كحالِ مَن محقَ اللَّهُ تعالى طاعته (٥) بكفره.
(١) "المراد" سقط من (أ).
(٢) "أن يكون": من (أ).
(٣) لفظ الجلالة ليس في (أ) و (ف).
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٢١١).
(٥) في (أ): "طاعاته".