وقال أبو العالية: لن تقبل توبتهم من (١) الذُّنوب وهم على الكفر (٢).
وقيل: هي في قومٍ علم اللَّه تعالى أنهم لا يؤمنون، فقوله: {لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ}؛ أي: لا يتوبون ليكون لتوبتهم قَبولٌ، وهو كقوله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ} البقرة: ١٢٣؛ أي: لا تكون لهم شفاعة لتنفع.
وقال الحسن وقتادة: لن تقبل توبتهم لأنهم لا يتوبون إلا عند حضور الموت، واللَّه تعالى يقول: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} الآية النساء: ١٨ (٣).
قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}: الباقون على ضلالهم، وقيل: الهالكون، وقيل: الضَّالوُّن عن الثَّواب الذي رجَوه بهذه التَّوبة.
* * *
(٩١) - {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ}: الواو للحال {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا}: المِلء: قَدْرُ ما يُملأُ، و {ذَهَبًا}: نصب على التَّمييز، والتَّمييزُ نوعان:
(١) في (أ) و (ف): "عن".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٥٦٥ - ٥٦٦)، وابن المنذر في "تفسيره" (١/ ٢٨٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٧٠٢). وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ١٠٩) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما وأبي العالية.
(٣) "الآية": من (ف). والخبر رواه عن الحسن وقتادة الطبري في "تفسيره" (٥/ ٥٦٤)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ١٠٩)، والواحدي في "البسيط" (٥/ ٤١٩) عن الحسن وقتادة وعطاء. وانظر: "تفسير ابن أبي حاتم" (٢/ ٧٠٢).