للأفراد؛ كقولك: أحد عشر درهمًا، وعشرون دينارًا.
وللمقادير؛ كقولك: عندي ملءُ زقٍّ عسلًا.
ونصبُه: أن الذي قبله مقدارٌ معروفٌ (١)، والمقدَّرُ مجهولٌ، وهو نكرةٌ بعد معرفةٍ، فانتصبَ وكان مفسِّرًا لذلك المجهول، ومعناه: إنَّ الكافرَ يوم القيامة لو أَمكنه أن يفتديَ بملء الدُّنيا ذهبًا وافتدى به (٢) لم (٣) يُقبل منه ولم ينفعْه.
روى أنسٌ عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قالَ: "يُجاءُ بالكافر يومَ القيامةِ، فيُقالُ له: أرأيْتَ لو كانَ لكَ مثلُ (٤) الأرضِ ذهبًا أكنْتَ مفتديًا به؟ فيقولُ: نعم، فيُقالُ له: لقد سُئِلْتَ أيسرَ مِن ذلك" (٥).
وقالَ الزَّجَّاجُ: معناه: لو افتدى به في دار الدُّنيا مع الإقامة على الكفر لم يُقبل منه (٦).
قوله تعالى: {وَلَوِ افْتَدَى بِهِ}: الواو للتَّأكيد، كقولك: عليك بالصِّدق ولو (٧) ضرَّكَ.
قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: أي: مؤلمٌ.
وقوله تعالى: {وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}: أي: مُعِينين، وللعذاب دافعين، وعن المؤاخذة مانعين.
(١) في (أ): "معرف".
(٢) في (ف): "إن الكافر يوم القيامة لن يفتدي بملء الأرض ذهبًا وإن افتدى به".
(٣) في (أ): "لن".
(٤) في (أ) و (ف): "ملء".
(٥) رواه البخاري (٦٥٣٨)، ومسلم (٢٨٠٥).
(٦) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (١/ ٤٤١).
(٧) في (ف): "وإن".