أحدهما: للقطع؛ لأنه نكرةٌ بعد ذكر المعرفة (١).
والثاني: للحال؛ فإن الباء في قوله تعالى: {بِبَكَّةَ} للظرف، وفيه إضمار فعلٍ، كأنه قيل: استقر ببكَّة مباركًا، فكان حالًا.
فبركة (٢) هذا البيت ممَّا لا يخفى، ولكثرتها لا تُحصى.
ومنها: أنه يُجبى (٣) إليه ثمرات كلِّ شيءٍ، ولمن حجَّه المغفرة والجنَّة، وتضعيف الحسنات، وكثرة الدَّرجات.
وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ مِن مئةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواه" (٤).
وقال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ حَجَّ هذا البيتَ فلم يرفثْ ولم يفسقْ خرجَ مِن ذنوبِه كيومَ ولدتْهُ أمُّهُ" (٥).
وقال عليه الصلاة والسلام: "الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلَّا الجنَّة" (٦).
قوله تعالى: {وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}: نصبٌ؛ عطفًا على {مُبَارَكًا}.
(١) في (أ): "معرفة".
(٢) في (ف): "وبركة".
(٣) في (ف): "تجنى".
(٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١٤٦٩٤)، وابن ماجه (١٤٠٦)، من حديث جابر رضي اللَّه عنه، وصحح إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٢/ ١٣)، وله شاهد من حديث ابن الزبير رضي اللَّه عنه رواه الإمام أحمد في "المسند" (١٦١١٧)، وابن حبان في "صحيحه" (١٦٢٠)، وصحَّحَه ابنُ عبدِ البرِّ في "التمهيد" (٦/ ٢٦)، وقالَ: إنَّه الحجَّةُ عندَ التَّنازُعِ.
(٥) رواه البخاري (١٨١٩)، ومسلم (١٣٥٠)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٦) رواه البخاري (١٧٧٣)، ومسلم (١٣٤٩)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.