وقيل: معناه: وقبلةً للعالمين يهتدون به إلى جهة صلواتهم.
وقيل: أي: يهتدون بإجابتهم إلى ما تَعبَّدوا به عنده.
وقيل: وهدًى إلى الجنة.
وقيل: {وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} بما فيه من الآيات والدلالات على وحدانيته تبارك وتعالى (١)، لأنه دلالة على أن اللَّه تعالى هو المدبِّر له بما لا يقدر عليه غيرُه؛ من أَمْن الوحش فيه، حتى يجتمع الذِّئب والظَّبي، وحتى يأنس (٢) الطير فلا يمتنع فيه كما يمتنع في غيره، وما أشبهه من الآيات.
* * *
(٩٧) - {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.
قوله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ}: وقرأ ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: (فيه آيةٌ بينةٌ) على الواحد (٣)، لأنه فسَّره بشيءٍ واحدٍ، وهو قوله تعالى: {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ}، فالأليق به أن يكون الأوَّل واحدًا.
وأمَّا قراءة الجمع فلها وجوهٌ:
قال الأخفش: تقديرُ الآية: فيه آيات بيِّنات منها مقامُ إبراهيم (٤)، فاكتفى بذكر
(١) في (أ): "وحدانية اللَّه" بدل: "وحدانيته تبارك وتعالى".
(٢) في (ر): "وحتى أمن".
(٣) انظر: "تفسير الطبري" (٥/ ٥٩٨)، ورواه ابن المنذر في "تفسيره" (١/ ٣٠٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٧١١). وتنسب القراءة أيضًا لمجاهد وأبي، انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٢٢).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (١/ ٢٢٧)، و"إعراب القرآن" للنحاس (١/ ١٧٢).