قوله تعالى: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}: قال الزَّجَّاج: يقال هذا لليائس؛ أي: ليس لكم (١) من هذا خلاصٌ (٢).
* * *
(١٠٧) - {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ}: أي: في الجنَّة؛ لأنَّها تُنال برحمة اللَّه تعالى.
قوله تعالى: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: أي: دائمون لا يموتون ولا يخرجون.
وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: يوم تبيضُّ وجوه أصحاب المعاني، وتسودُّ وجوه أرباب الدَّعاوي.
قال: ويُقال: مَن ابيضَّ اليومَ قلبُه ابيضَّ غدًا وجهُه، ومَن كان بالضِّدِّ فعلى العكس.
وأمَّا الَّذين اسودَّتْ وجوههم ففي بكاءٍ ونَوحٍ، وأمَّا الَّذين ابيضَّتْ وجوهُهم ففي أُنسٍ ورَوحٍ (٣).
* * *
(١٠٨) - {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ}.
قولُه تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ}: أي: هذه حججُ اللَّه. وقال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: هي القرآن (٤).
(١) في (أ) و (ف): "لك".
(٢) لم أجده.
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٢٦٩). وفي (ر): "ففي أمن وروح". والرَّوح: الرحمة.
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" (١/ ٤٧٦).