وقيل: {النَّاسِ}: هم المؤمنون، والحبل: هو عقد الذِّمَّة منهم، وعهدُهم وعهدُ محمَّدٍ هو عهد اللَّهِ لأنَّه بأمرِه.
وقيل: المراد هو عهدهم (١)، وإضافتُه إلى اللَّه تعالى أوَّلًا لتشريفهم، كما في قوله تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} الآية الأنفال: ٤١.
وقيل: حبلُ اللَّه: هو عهد المسلمين، {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ}: هو أمانُ قومٍ آخرين من الكفَّار يكونون فيهم، لأنه لا مملكة لليهود، فيكونون في بلاد المسلمين، أو في بلاد الكفَّار (٢) من غيرهم، فلا يأمنون إلَّا بعهدٍ (٣).
ثم قوله تعالى: {إِلَّا}؛ قيل: هو استثناءٌ منقطعٌ، كما في قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا} مريم: ٦٢؛ لأنَّ الذِّلَّة لازمة لهم بكلِّ حالٍ، ومعناه: لكنْ يأمنون للحال بعقد الذِّمَّة.
وقيل: هو استثناءٌ متَّصلٌ، وهذا لأنَّ عزَّ المسلمين عزٌّ لهم بالذِّمَّة، وهذا لا يخرجهم من الذِّلَّة في أنفسهم.
قوله تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}: قيل: رجعوا، وقيل: احتمَلوا، وقيل: استَحقُّوا، وقد بيَّنا حقيقته في سورة البقرة.
قوله تعالى: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ}؛ أي: الانقِماعُ، فهم مقموعون أبدًا.
وقيل: هي الفقر بسبي المسلمين ذراريَهم واستغنامِهم أموالَهم.
= الضحاك في قوله: {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} قال: بعهد من اللَّه، وعهد من الناس.
(١) في (ر) و (ف): "عقدهم".
(٢) في (ف): "الكفر".
(٣) في (ر) و (ف): "بعهدهم".