حلفْتُ يمينًا غيرَ ذي مثنويَّةٍ... وهَلْ يأثمَنْ ذو أمَّةٍ وهو طائعُ (١)
وقال المازنيُّ: وهذا غير صحيحٍ؛ لأنَّه عدولٌ عن الظَّاهر، وحكمٌ بالحذف من غير دلالةٍ.
وقال الإمام أبو منصورٍ رحمه اللَّه: {أُمَّةٌ قَائِمَةٌ}؛ أي: على حدود اللَّه، وفرائضه، وطاعته، وكتابه؛ لم يحرِّفوه.
وقيل: {قَائِمَةٌ}؛ أي: مهتديةٌ (٢).
وقال الحسنُ وابنُ جريجٍ: {قَائِمَةٌ}؛ أي: عادلةٌ.
وقال ابنُ عبَّاسٍ وقتادةُ والرَّبيعُ: أي: ثابتةٌ على الحق.
وقال السديُّ: أي: قائمةٌ بطاعة اللَّه (٣).
وقيل: أي: مصلِّيةٌ باللَّيل، بدليلِ ما بعده، وهو قوله تعالى:
{يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ}: أي: يقرؤون القرآن {آنَاءَ اللَّيْلِ}؛ أي: ساعاته (٤)، واحدها: إِنْيٌ، بتسكين النُّون وكسر الهمزة، كقولك: خِثْيٌ وأخثاءٌ (٥)؛ قال الشَّاعر:
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (١/ ٤٥٨). وانظر البيت في "ديوان النابغة الذبياني" (ص: ٧٧)، وصدره فيهما:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة
وهو الصواب، أما الذي ذكره المصنف فهو للنابغة الذبياني أيضًا لكن في قصيدة أخرى، وعجزه:
ولا علم إلا حسن ظن بصاحب
انظر: "ديوان النابغة" (ص: ١٤).
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٤٦٠).
(٣) روى جميع هذه الأقوال الطبري في "تفسيره" (٥/ ٦٩٣ - ٦٩٤).
(٤) في (أ) و (ف): "ساعات الليل".
(٥) الخِثْيُ: روث البقر. انظر: "النهاية" (مادة: خثي).