وقيل: أي: إن كنتم تعقلون الفصلَ (١) بين العدوِّ والوليِّ.
وقيل: أي: إن كنتم تعقلون أنَّ النَّفع في ذلك لكم.
قالَ الإمامُ أبو منصورٍ رحمه اللَّه: يحتمِل: إن كنتم تعقلون الآيات، ويحتمِل: إن كنتم (٢) تنتفعون بعقولكم؛ لأنَّه عزَّ وجلَّ ذكر في غير آيةٍ من القرآن أنَّهم لا يعقلون، وقد كانت لهم عقولٌ، لكن لم ينتفعوا (٣) بها، فنفاه عنهم رأسًا (٤).
* * *
(١١٩) - {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
قوله تعالى: {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ}: {هَا} تنبيهٌ، {أَنْتُمْ} للخطاب، و {أُولَاءِ} بمعنى: يا هؤلاء. وقيل: بمعنى الذين، و {تُحِبُّونَهُمْ} صلةٌ لـ (الذين).
وقيل: {أَنْتُمْ} ابتداءٌ، و {أُولَاءِ} بمعنى هؤلاء خبر له، و {تُحِبُّونَهُمْ} في موضع الحال، ومحلُّ إعرابه النَّصب.
قوله تعالى: {تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}: أي (٥): يا معشر المؤمنين تحبُّون اليهود بسبب القرابة والرَّضاعة، وهم الذين (٦) لا يحبُّونكم لأجل الدِّين.
(١) في (أ): "الفضل".
(٢) في (أ) و (ر): "إن كنتم تعقلون أي".
(٣) في (ف): "لكن لا ينتفعون".
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٤٦٤).
(٥) "أي": من (أ).
(٦) "الذين" ليس في (أ).