وقيل: أي: تعاملونهم في أمور دنياكم معاملة المحبِّ، فتخالطونهم وتفشون إليهم أسراركم، وهم لا يفعلون ذلك (١)، بل يُخفون أحوالهم عليكم.
وقيل: أي: تَبَرُّونهم وتحبُّون معاشرتهم، وهم لا يفعلون كذلك.
وقيل: أي: تَدْعونهم إلى الإيمان الذي به السَّعادة، وهو فعل المحبِّ، وهم يدعونكم إلى الضَّلال وسوء الفعال، وهو عمل العدوِّ.
قوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}: أي: بالكتب كلِّها: التَّوراةِ والإنجيلِ والزَّبور والفرقان (٢) وغير ذلك.
واكتفى باسم الواحد لوجهين:
أحدهما: أنَّه جنسٌ؛ فيصلح للكلِّ، كما يقال: كَثُرَ الدِّرهم في أيدي الناس.
والثَّاني: أنَّه مصدرٌ.
وهاهنا مضمرٌ؛ أي: وهم لا يؤمنون بكتابكم، لكنْ حُذف لدلالة الكلام عليه؛ لأنَّه (٣) قال تعالى في الأوَّل: {تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}، فدلَّ ذلك أن الثاني (٤) مثله، وهذا اختصارٌ (٥) كما في قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً} الآية آل عمران: ١١٣، وقوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ} الآية الزمر: ٩.
وقيل: معناه: بالقرآن كلِّه؛ أي: بجميع ما فيه.
(١) في (أ): "كذلك".
(٢) في (أ): "والقرآن".
(٣) في (أ): "فإنه".
(٤) في (ر) و (ف): "أن ذلك".
(٥) في (أ): "الاختصار".