فقال له صفوان: أعنَّا بلسانك، فإنَّ لك عليَّ إنْ رجعنا أنْ أُغْنِيَك، وإنْ أُصبتَ أنْ أجعل بناتي مع بناتك، فخرج معهم يدعو الناس ويقول الشعر.
ودعا جبيرُ بن مطعِمٍ غلامَه الوحشيَّ (١) فقال: إن قتلتَ حمزةَ عمَّ محمد فأنت حرٌّ.
فخرجت قريشٌ بالظعائن، وكان أبو سفيان يومئذٍ قائد قريشٍ، فخرجوا وهم ثلاثة آلاف رجلٍ فيهم مئة رجلٍ من ثقيف ومعهم سلاحٌ كثيرٌ، وقادوا مئتي فرسٍ، وفيهم سبعُ مئة دارعٍ (٢)، وثلاثة آلاف بعيرٍ.
وخرج أبو سفيان معه بهندٍ بنت عتبة، وخرج عكرمةُ ببرةَ بنتِ أبي جهلٍ (٣)، وخرج صفوان بن أمية ببرزةَ بنت مسعودٍ، وخرج عمرو بن العاص بريطة بنت منبِّه (٤)، وخرج طلحة بن أبي طلحة بسلافة بنت سعد، وخرج الحارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة.
وكانت هندٌ كلما رأت وحشيًّا قالت: يا (٥) أبا دَسْمةَ، اشْفِ واسْتَشْفِ.
فخرجوا حتى نزلوا ببطن السبخة على شفير الوادي مما يلي المدينة.
فلما سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بهم قال: "رأيتُ في المنام كأني لبستُ درعي الحصينة (٦) فأوَّلْتُها المدينةَ"، وكره (٧) الخروج إليهم.
(١) في (ف): "وحشي".
(٢) في (أ): "دراع".
(٣) كذا ذكر المؤلف، وفي السيرة وغيرها: (بأم حكيم بنتِ الحارثِ بنِ هشامِ). وأم حكيم هي زوج عكرمة وابنة عمه.
(٤) في (أ): "مُنْيَة".
(٥) "يا" ليس في (أ).
(٦) كذا قال، والذي في المصادر: (رأيت أنّي وعند بعضهم: كأني أدخلت يدي في درع حصينة).
(٧) في (ر) و (ف): "فكره".