أسرعَ ما يمكنهم، فكان هذا في (١) المشركين والمنافقين جميعًا.
وقال في آية أخرى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} المائدة: ٤١ وهم المنافقون، ثم قال: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا} وهم الكافرون المجاهرون.
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا}: قيل: معناه: لن يضرُّوك، فإنَّ اللَّه تعالى جلَّ أن يلحقَه المضارُّ والمنافع، ولكن هذا وعدٌ له بالنصرة وأمانٌ له من شرورهم وضرِّهم، وإضافةُ ذلك إلى نفسه تشريفٌ لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ}: وإرادتُه أن لا يكون لهم ثوابًا في الآخرة هي إرادةُ كفرهم ومعاصيهم، فدل أن ذلك كلَّه بمشيئة اللَّه تعالى وإرادته، وهو في قومٍ مخصوصين عَلِم اللَّه منهم أنهم لا يختارون الإيمان فلا يؤمنون.
قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: أي: في جهنم.
وقيل: الآية في اليهود والمنافقين الذين خوَّفوا المؤمنين.
وقيل: هي فيما أظهره المشركون من الشماتة بالمسلمين فيما أصابهم بأحد.
* * *
(١٧٧) - {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ}: أي: استبدلوه به واختاروه عليه، وقد كشفنا عن حقيقته في سورة البقرة.
(١) في (أ): "من".